كتاب : الإدارة الأمنية الحديثة
المجد- خاص
بدأ العمل الأمني في المجتمعات الأولى كاجتهاد شخصي وموهبة، واختلط هذا العمل في بعض مراحله بغيره من الأعمال غير الأمنية سواء كانت عسكرية حربية أو مدنية خدمية، وقد كان هذا الخلط طبيعياً نظراً لعدم نضوج الفكر الأمني بشكل مستقل، وعدم توثيق القواعد الفنية في الفعل الأمني في تلك المراحل المبكرة من تاريخ الإنسانية.
مع ذلك يمكن القول بأن تلك الممارسات والاجتهادات قد كانت البذور الأولى التي لولاها ما شرع الفكر الأمني بالنضوج، ولا أتيحت له الفرصة للظهور كفكر مستقل فيما بعد.
وفي سياق نضوج هذا الفكر تطلب الأمن ظهور واستقلال أحد فروع العلوم الأمنية وهي الإدارة الأمنية عن ما يختلطها من فروع الإدارة العامة والأخرى، خاصة وأنه رغم وجود بعض القواسم المشتركة بين الإدارة الأمنية والفروع الأخرى من فروع الإدارة العامة، إلا أن ذلك لا يمكن أن ينفي الخصائص الخاصة والصفات المميزة للإدارة الأمنية من جهة ولا أن يبرر تجاهل الخصوصية الخاصة للقرار الأمني والاتصال الأمني والقيادة الأمنية باعتبارها ممارسات القائد الأمني ووظائفه الرئيسية في إطار العمل الأمني من جهة أخرى.
من هنا يأتي هذا المؤلف ساعياً لأن يضيف لبنة جديدة لتبرز معايير تمييزها ومعطياتها الخاصة، ومزاياها والفروق التي تجعل من الضروري والمنطقي أن تتم ممارسة هذه الإدارة بطريقة تليق بالرسالة العظيمة الموكلة إليها في ظل تعاظم الاهتمام بحقوق الانسان وحرياته، وتوطيد السكينة والاستقرار، باعتبار أن الجهود المعنية حقيقة بحماية هذه الحقوق والحريات وبتوطيد السكينة والاستقرار داخل المجتمع إنما هي الأجهزة الأمنية ذات الرسالة العظيمة والمهنة الجليلة.
بعد هذا التأصيل يطرح المؤلف نماذج من تطبيقات أمنية تنبني على هذا التأصيل وهي تطبيقات رئيسية تتمثل في وظائف المدير من اتخاذ قرار واتصال وقيادة مع إبراز السمة الأمنية المميزة لممارسة هذه الوظيفة في ظل المهنة الأمنية، إضافة إلى تطبيقات فرعية اخترنا منها التدريب الأمني والتخصص وفاعلية الأداء والاستراتيجية الأمنية باعتبار أن عليها أن تتأثر في ممارستها بمجرد انخراطها داخل إطار المجتمع.
لتحميل الكتاب