في العمق

نتنياهو يفشل في استغلال عملية جبل المكبر، ما السبب ؟

المجد – خاص

حاول نتنياهو منذ اللحظة الأولى لوقوع العملية الفدائية في جبل المكبر والتي أدت لمقتل عدد من الجنود الصهاينة وإصابة آخرين، أن يستثمرها في التأثير على قضية الفساد التي أثيرت ضده في الأسبوع الأخير وتم التحقيق معه بناء عليها.

وبالرغم من التكتم العسكري على تفاصيل العملية التي وقعت أو تفاصيل منفذها، إلا أن نتنياهو سارع للحديث عن أن منفذ العملية تربطه علاقة بتنظيم الدولة، وحرصه على ربط هذه العملية بالعمليات التي وقعت في فرنسا وبعض الدول الأوروبية.

محاولات نتنياهو جاءت عبثا، فقد لفت نظر الرأي الصهيوني أمورا أكثر خطورة فيما وراء مشهد العملية، فقد احتار المحللون الصهاينة في تفسير مشهد هروب الجنود الصهاينة لحظة تنفيذ العملية، بعضهم هرب من المكان رغم بعد شاحنة المنفذ بشكل كبير.

اثنين من الجنود بقي في المكان وتوجهوا نحو الشاحنة، وباقي الجنود بالعشرات هربوا من المكان، وصل الأمر لدرجة أن مطلق النار على المنفذ كان مستوطن صهيوني من المارة قرب العملية.

هروب الجنود عكس حجم الرعب الصهيوني الذي وصل إلى الجيش الذي من المفترض أن يكون أكثر شجاعة، والذي من مهامه عدم التأثير على معنويات المستوطنين الذين يعتبرون الجيش حصنهم المنيع، فيما بدا منهاراً أمامهم بعد رؤيتهم لمشهد هروب العشرات منهم أمام فلسطيني واحد بشاحنة.

الإعلام الصهيوني كان منتبهاً لما يهدف اليه نتنياهو من التصريح عن العملية وربطها بعمليات تنظيم الدولة في أوروبا سابقاً، وقد تحدث عدة محللين صهاينة عن ذلك، متحدثين عن جدية ملفات الفساد الخاصة بنتنياهو على مستقبله السياسي وبقاءه في رئاسة الوزراء.

فيما يرى الفلسطينيون أن هذه العملية كانت في سياق انتفاضة القدس التي يدعي العدو توقفها، وأن العمليات الفدائية بهذه الطريقة وبغيرها طريقة مشروعة للشعب الفلسطيني يدافع بها عن مقدساته ويرد بها على عنجهية العدو الصهيوني وتجرؤه على المسجد الأقصى والمدينة المقدسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى