الخيانة و موالاة أعداء الله مرض دمر الأمة
المجد-
إن أشد ما يمكن أن تتعرض له الأمة هو الخيانة والتعامل مع أعداء الله اليهود ومساندتهم والوقوف معهم، وخصوصاً إذا جاءت هذه الخيانة ممن نتوقع منه العون والنصرة، فبالخيانة تعرضت الأمة لنكبات ونكسات، وبها تمزقت أوصال الدول المسلمين، وبها أصبحت الكلمة العليا لأعداء الله والأمة.
إن أمة الإسلام تمر في هذا الزمان بمحن كبيرة ونوازل شديدة، ساهم فيها بشدة تعرضها لخيانات متعددة تارة من أعدائها وتارة أخرى من أبنائها، قال تعالى (وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب).
فإذا ظهرت الخيانة في قوم فقد أذنت عليهم بالخراب فلا يأمن أحد أحدًا ولا يأمن صديق صديقه، ولا زوج زوجه، ولا أب ولده، وتزول الثقة والمودة الصادقة بين الناس، وينقطع المعروف فيما بينهم مخافة الغدر والخيانة.
وأشد الناس فضيحة يوم القيامة هم الخائنون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان)، وكان النبي يستعيذ من الخيانة حيث قال (اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة).
والخيانة مذمومة حتى مع الكفار والخونة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)، وقال تعالى (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين).
لكن الخيانة موجودة في كل زمان ومكان، في كل الأمم في وقت السلم، وتشتد في الحرب، ولم يسلم منها أفضل زمان بوجود أفضل رجل ورجال، زمن النبي وصحابته الكرام، فكيف بمن بعده؟.
موقف الإسلام
قال تعالى: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة)، إن الإسلام لا يقبل أن يقف المسلم في خندق واحد مع الكافر ضد إخوانه المسلمين، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين) فحكم هؤلاء الخائنين والمتعاملين مع العدو حكم اليهود المعتدين، فاليهودي عدو واضح، والخائن عدو خفي من بني جلدتنا يتكلم بلساننا وهم منافقون قال الله فيهم (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار).