سبعة أقفال تخنق قطاع غزة وتحوّل حياة الفلسطينيين إلى جحيم
المركز الفلسطيني للإعلام
على الرغم من انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة في 12 أيلول/ سبتمبر 2005، إلا أنه في حقيقة الأمر لم يتحرر ولم يشعر ساكنوه بالتحرر أو الاستقلال؛ بل تحول إلى سجن كبير تلفه الأسلاك والحواجز من كل الاتجاهات، في ظل واقع يستخدم فيه الاحتلال الإغلاق كسياسة عقاب جماعي تنعدم فيه كل معاني الحرية.
تحيط بقطاع غزة، الذي يقطنه مليون ونصف المليون إنسان فلسطيني، سبعة أقفال مُحكمة الإغلاق، هي ما تسمى “معابر”، مغلقة معظم أيام السنة بسبب السياسة التي يتبعها الاحتلال، حيث لا يدخل القطاع ولا يخرج منه شيء دون المرور بأحدها، وتخضع ستة منها لسيطرة صهيونية كاملة والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرة الاحتلال هو معبر رفح الحدودي مع مصر.
هذه المعابر السبعة، مغلقة منذ عامين كاملين، منذ الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وبصورة مشددة جداً خلال سنة كاملة من الحصار الخانق المفروض على القطاع، والذي تسبب في وفاة نحو مائتين من المرضى، ووقوع سلسلة كوارث إنسانية وبيئية واقتصادية غير مسبوقة.
معبر المنطار (كارني)
يقع هذا المعبر، الخاضع لسيطرة صهيونية كاملة، إلى الشرق من مدينة غزة، وهو من أهم المعابر في القطاع وأكبرها من حيث عبور السلع التجارية بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.
ويعتبر معبر المنطار من أكثر المعابر إغلاقاً فلم يفتح إلا 150 يوماً طوال سنة 2007، كما أنه أكثر المعابر خضوعا للتفتيش، لا سيما البضائع الفلسطينية. وتشترط السلطات الصهيونية تفتيشاً مزدوجاً لكل ما يمر عبر معبر المنطار (كارني) فيفتشه طرف فلسطيني ثم تقوم شركة صهيونية متخصصة بتفتيشه، بمعنى أن كل حمولة تفرغ وتعبأ مرتين، مما يعرض أي بضاعة لإمكانية التلف فضلاً عن إضاعة الكثير من الوقت.
إلا أنه منذ فرض الحصار الخانق على قطاع غزة؛ أصبحت إجراءات التفتيش في المعبر أكثر تعقيداً. كما أصبحت حركة الشاحنات القادمة من الأراضي المحتلة سنة 1948 والمحملة بالبضائع معدومة، خصوصاً مواد الطحين والقمح ومنتجات الألبان والفواكه ومواد البناء وألعاب الأطفال، وبعض المواد الكيميائية تحت ذريعة إمكانية استخدامها في صناعة المتفجرات. أما البضائع الفلسطينية وخصوصاً التوت الأرضي والورود فقد توقف خروجها من هذا المعبر، الأمر الذي كبّد المزارعين خسائر فادحة، قدّرت بعشرات الملايين.
معبر بيت حانون (إيريز)
هذا المعبر، الذي يقع إلى الشمال من مدينة غزة، مخصص لعبور الحالات المرضية الفلسطينية المطلوب علاجها في الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948 أو الضفة الغربية أو الأردن أو أي دولة في الخارج. ويمر منه الدبلوماسيون والصحافة والبعثات الأجنبية والعمال وتجار القطاع، كما تمر منه الصحف والمطبوعات.
وبحسب تقارير حقوقية؛ إن سلطات الاحتلال تتعمد إذلال كل فلسطيني عند مروره من معبر بيت حانون حتى ولو كان مريضاً، وذلك بأن يفرض عليه السير على الأقدام مسافة تزيد عن الكيلومتر حتى يتمكن من الوصول إلى الجانب الصهيوني من المعبر. ويبقى الفلسطينيون ساعات طويلة حتى يسمح لهم بالمرور. وجراء هذا الإجراء توفيت الكثير من مرضى قطاع غزة قبل سفرهم للعلاج.
ونظراً لتعقد الإجراءات الصهيونية في معبر بيت حانون والحصار المفروض؛ فإن معدل خمسة إلى عشرة أشخاص فقط يمرون يومياً، مع أن المعبر يمكن أن يسمح يوميا بمرور عشرين ألف شخص.
لكنه هذا الأمر السيئ ازداد سوءاً مع تشديد الحصار؛ فقد أسفر إغلاق هذا المعبر خصوصاً إلى وفاة نحو مائتين من المرضى الفلسطينيين، ومضاعفة معاناة نحو ألف وخمسمائة مريض في غزة ممنوعين من السفر لتلقي العلاج.