تقرير المراقب أكد الهزيمة وترك الكلمة للمقاومة
المجد- خاص
أكد نشر تقرير مراقب "الدولة" الصهيوني "يوسف شبيرا" كل التسريبات السابقة التي استمرت لأشهر طويلة، وتحدثت حول الفشل السياسي والعسكري الميداني والاستخباراتي لأجهزة الكيان، أثناء العدوان على غزة عام 2014.
ويقع تقرير مراقب الدولة في 200 صفحة، تحدثت عن إخفاقات الجيش وفشله في عدة قضايا، أهمها الفشل السياسي الذي رافق العدوان، والفشل في اكتشاف أنفاق المقاومة وتدميرها قبل استخدامها من قبل المقاومة الفلسطينية.
وركز التقرير على عدة نقاط جوهرية فشلت فيها مؤسسات الكيان السياسية العسكرية، أولها أن رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو ووزير حربه آنذاك موشيه يعلون والمجلس الوزاري المصغر لم يدرسا البدائل السياسية لمنع الحرب.
واتهم المراقب في تقريره الحكومة الصهيونية بأنها لم تتحرك سياسياً قبل الحرب بعام من أجل منع التصعيد، واقتبس أقوال نتنياهو بعد العدوان حيث قال في أكثر من مناسبة "كان بالإمكان منع الحرب لو عمل الاحتلال على توفير رد على ضائقة قطاع غزة مسبقاً".
كما تحدث تقرير المراقب عن مهمة الحرب المركزية التي فشل فيها جيش الاحتلال، وهي عدم تدمير الأنفاق، حيث لم يتم تدمير سوى نصف الأنفاق على حد زعمه.
ويشير تقرير المراقب إلى غياب النظريات العسكرية والتكتيكات القتالية والتعليمات المناسبة لمواجهة الأنفاق، كما أن الجهات المختصة لم تقم بمهمتها المسؤولة عن تأهيل القوات البرية وتدريبها جيداً لمواجهة تهديد الأنفاق.
وأكد التقرير أن سلاح الجو الصهيوني لم يتجهز جيداً لتدمير الأنفاق، حيث لم يمتلك معلومات استخباراتية كافية لهذه المهمة.
وأشار إلى عدم وضع تهديد الأنفاق على رأس سلم الأولويات إلا بعد انتهاء الحرب وفي مرحلة متأخرة، موضحاً أنه كان على رئيس الاستخبارات العسكرية "أفيف كوخافي" ورئيس الشاباك "يورام كوهين" أن يؤثرا على وضع الأنفاق في قائمة الأنباء القومية المهمة.
وتحدث تقرير مراقب الدولة عن إخفاء رئيس الحكومة الصهيونية ووزير الحرب معلومات عن المجلس الوزاري المصغر "الكابنيت" تتعلق بعملية استراتيجية كانت المقاومة ستنفذها وكان يمكن أن تؤدي إلى نشوب الحرب، في إشارة إلى النفق الذي استهدفه جيش الاحتلال في رفح، وكان شرارة انطلاق الحرب.
وبحسب التقرير فإن جهاز "الشاباك" الصهيوني كان يمتلك معلومات مسبقة عن هذه العملية، وقد أبلغ رئيس الجهاز "يورام كوهين" نتنياهو بهذا الخصوص، وبعدها حاول نتنياهو إبلاغ "الكابنيت" بذلك، إلا أن السكرتير العسكري للحكومة الصهيونية "أيال زمير" أقنعه بأنه لا يوجد أي داع لاطلاع الوزراء.
ويشير مراقب الدولة في تقريره إلى النقص في المعلومات لدي الشاباك والاستخبارات العسكرية "أمان" بكل ما يتصل بجمع المعلومات الاستخبارية عن قطاع غزة، خاصة فيما يتعلق بموضوع الأنفاق الهجومية وقوائم الأهداف لسلاج الجو الصهيوني.
وأضاف أن هذه الفجوات والنقص الاستخباري لم يتم إطلاع وزراء "الكابنيت" عليه حتى بداية الحرب، على الرغم من المعرفة المسبقة لرئيس الحكومة ووزير الحرب ورئيس الشاباك ورئيس الاستخبارات العسكرية بهذا الأمر.
هذا ما سمح بنشره من تقرير مراقب الدولة الخاص بإخفاقات جيش الاحتلال أثناء العدوان على غزة، لكن ما بقي طي الكتمان وما يمس هيبة الأمن الصهيوني لم ينشر، ويبقى نشره منوطاً بالمقاومة الفلسطينية التي ما زالت تحتفظ بالكثير من الأسرار.