عبرة في قصة

أعيدوا لنا نقودنا.. المخابرات تبتز عملائها

المجد – خاص

تبسم رجل التحقيق وهو يستمع الى قصة المتخابر مع مشغلة من الشاباك، وقد انتابته حالة من النشوة والفخر لدرجة انه طلب فنجان قهوة للمتخابر وكأنه يتسامر مع صديق له، فقد راقت له القصة التي يسردها..!!، استراحت اسارير المتخابر بعد ان تبدل عبوس وجه المحقق بابتسامة عريضة، وبدأ يسرد له تفاصيل الحكاية..

القصة بدأت في حرب الفرقان بعد ان اغدق الشاباك عملائه بالأموال مقابل جلب معلومات عن مرابض الصواريخ واماكن القيادات وجمع المعلومات، فيقول المتخابر كنا نخاف من الخروج اكثر من خوفنا من الحرب والقصف،  فقد كانت الاجهزة الامنية منتشرة في كل مكان تراقب الجميع، وتضيق الخناق، حتى انني لم اكن استطيع ان اغادر منطقني، فكان اغلب المعلومات التي اجلبها استقيها من حديث الناس، لكن لم تكن تشبع رمق رجل المخابرات الذي طالب دوماً بالمزيد..

قاطعه المراسل وهو يدخل فنجان القهوة فتناوله المحقق من يده، ووضعه امام المتخابر وجلس بالقرب منه، واشار له أن يكمل الحديث..

اجل كنت ابتز المشغل في هذه المرحلة بالمال وكان سخياً معي.. كان كل همة جلب المعلومات بغض النظر عن المبلغ الذي اطلبه.. لم اكن استطيع جلب معلومات مهمة مقابل هذا المال، لدرجة ان الامر استفز المشغل، وطلب مني إعادة الاموال والا سيفضح امري وفي كل مرة كنت اسوف بالأمر واعده بجلب المعلومات التي اصبح الحصول عليها  في ذاك الوقت اشبه بالمهمة الانتحارية..!!

عقب المحقق: هل نفذ رجل المخابرات تهديده، وحاول كشف امرك..؟

تبسم المتخابر وهو يرتشف فنجان القهوة وقال: لقد حاول بالفعل ابتزازي من خلال الاتصال على هاتف البيت اكثر من مرة وعلى هاتف ابي بحجة انه صديق لي يريد ان يطمئن على، وهمس لي انه يستطيع ان يخبر اهلي بموضوع التعاون معه، لكنه مازال يبقي على، فإما ان أقوم بجلب معلومات مهمة أو ان اعيد الاموال التي اخذتها منه.

 عندها تأكدت أن لا أمان للمخابرات الصهيونية  وأن كل ما يهمها مصلحتها، وان كانت على حساب من يساعدها، وانني فقط مجرد اداه يستغلونها لفترة ثم يلقون بها بعد أن تنجز مهمتها، عندها قررت ان أخذ القرار الصحيح بكل جرأه واسلم نفسي للأجهزة الامنية واعترف بكل شيء، وها أنا اجلس امامك رغم خوفي الشديد، الا انني لم اشعر بارتياح كما اشعر به الآن، يكفي انني عدت الى الله والى الطريق الصحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى