تعرف على صنف من عملاء الاحتلال.. يُكشفون ويُتركون!!
المجد – خاص
تعتبر الحرب الأمنية واحدة من أعقد المواجهات، فهي حرب تقوم على "صراع الأدمغة"، الذي تكون الغلبة فيه لأصحاب العقول لا القوة، وينتصر فيها من يسبق بخطوة أحيانًا، ومن يدرس خطواته جيدًا قبل الإقدام على التنفيذ، وواحدة من أوجه هذه المعركة، معرفة الأعداء وأدواته وجواسيسه، وبالتأكيد فإن أجهزة الأمن لا تعرف كل العملاء، فبعضهم يستمر في تعاونه مع الاحتلال لشهور وسنوات موغلاً في جرائمه، التي قد تصل بحق شعبه حد القتل والظلم، قبل أن يتم كشفه، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.
لكن ما يراه موقع "المجد الأمني"، أن حملة الملاحقة الأمنية والاعتقالات التي طالت عدد كبير من المتخابرين مع الاحتلال، عقب حادثة اغتيال الشهيد مازن فقها، تؤكد أن أجهزة الأمن تمتلك شبه قوائم جاهزة ومحدثّة بأسماء بعض عملاء الاحتلال، المعروفين ممن تم كشفهم وإمهالهم لأجل قريب.
وهذا الصنف من العملاء، لا يتم تنفيذ أي إجراء قانوني بحقهم أو حتى إشعارهم بأنه قد تم اكتشاف أمرهم، بل ويتم تركهم ليتواصلوا في تخابرهم مع الاحتلال، ليظل تحت المجهر حتى تباغته الأجهزة الأمنية جاهزًا أو متلبسًا، ويمثل خلال فترة مراقبته كنزًا استخباريًا للأجهزة الأمنية التي تتعرف خلالها على سلوك العدو مع عملائه وطرق تواصلهم وتشغيلهم.
ولقد أثبتت التجربة الأمنية بغزة، أن أجهزة الأمن تصل إلى كثير من العملاء بشكل مفاجئ وعلى حين غفلة من أمرهم، وفي زمان ومكان لا يتوقعونه.
فالمعروف أن تشغيل الاحتلال للعملاء يتم بشكل مباشر مع ضابط المخابرات، وليس بشكل المجموعات التنظيمية، لتفادي ضربات الأجهزة الأمنية، ورغم ذلك، يتم اكتشافهم بطرق استخباراتية عالية الدقة.
وللعميل مواصفات متعددة، قد ترصد الأجهزة الأمنية بعضها عند بعض الأشخاص، لكنها تضعهم في دائرة (الشبهة الأمنية) الأوليّة، وهي مستوى من الشبهة لا يسمح باتخاذ أية إجراءات ضد أصحابها حتى تصل إلى حد اليقين، وفي المقابل ممكن أن يثبت عدم صحتها في أي وقت.
وفي هذا الإطار، يمكننا القول أن طبيعة العمل الأمني الاستخباري هي طبيعة سرية بحتة، تفرض على أجهزة الأمن عدم الإفصاح عما لديها من معلومات، وقوائم بأسماء العملاء، كما أن العمل الأمني الاستخباري يعتمد على عنصر المفاجأة، لذلك، فإن الأجهزة الأمنية غالبًا.. لا تصرح بما تنوي الإقدام عليه من إجراءات، سواء من حيث طبيعتها، أو زمانها، أو مكانها.
وكما تعلمون، فإن الأجهزة الأمنية الماهرة والمتمرسة لا تعمل بردّات الفعل، وتعالج المواقف والأمور برويّة وحكمة، التي تسمح بتحقيق الأهداف الأمنية المطلوبة.
أخيرًا.. فإن توجيه ضربات قوية، من وقت لآخر بحق العملاء، يشير إلى أن الأجهزة الأمنية بغزة، لديها خططها الخاصة وخدعها وطرقها في كشف العملاء دون أن يشعروا، وأن إصرارها على ملاحقتهم واجتثاثهم كبير، وإمكانية هزيمة منظومة الأمن الصهيونية كبيرة بأدوات يمكن توقع بعضها، وبعضها الآخر لا يمكن توقعه، لذلك نقول.. أن كثير من العملاء، يُكشفون ولا يشعرون ولا يحاسبون على تخابرهم مع الاحتلال، والذين قد تبقى جرائمهم في أدراج مقفلة لشهور وسنوات حتى تكتمل ملفاتهم الأمنية، وتتوفر القرائن والشواهد التي تسمح بتطبيق القانون عليهم، فهم يخضعون لمراقبة أمنية خافتة، تمامًا كالطعام الذي يطبخ على نار هادئة!!