تقارير أمنية

الجاسوس الإسرائيلي في إيران: حصان طروادة؟

 


السفير


رغم تأكيد إسرائيل رسمياً ان لا شأن لها بما أعلنته إيران حول إدانة جاسوس يعمل لحسابها، ومسارعة المعلقين لاعتبار أن المحاكمة شأن داخلي إيراني يخدم النظام ويظهره كمن يتعرض لأخطار خارجية، فإن المراسل الأمني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» اعتبر الأمر «حرقاً لحصان طروادة».


وكتب رونين بيرغمان أن قضية هذا الجاسوس توفر «إطلالة غير مسبوقة على مساعي التجسس من الغرب على إيران». وكتب أن غاية تجنيد هذا الإيراني من جانب الموساد هي زرع أكثر من «حصان طروادة» في شبكات الاتصال الحساسة في طهران.


وأشار بيرغمان إلى أن الرجل، صاحب شركة استيراد منتجات الاتصالات والالكترونيات ويدعى علي اشطري، اعترف بأن عملاء الموساد جندوه في أوروبا وزودوه بمعدات للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية، كي يبيعها لأجهزة الاستخبارات والوحدات المختارة في ايران. وقد زرع في معدات الاتصال، وسائل تنصت متطورة تسمح بالتجسس على القوى الإيرانية.


وأوضح ان اشطري يملك «شركة ناصر للكمبيوتر»، التي تعمل من طهران ودبي، وتعنى باتصالات الأقمار الاصطناعية المدنية والعسكرية. وهناك محافل رسمية في ايران، بما في ذلك الوزارات، ومحافل اعضاء في الغرفة التجارية الصينية، من زبائن الشركة، التي تنشط بشكل خاص في مجال استيراد منتجات شركة «انمر ـ سات»، الشركة المتخصصة باتصالات الأقمار الاصطناعية لأغراض عسكرية ومدنية.


وبحسب التقارير من إيران، فقد دعي اشطري للمشاركة في حلقات بحث في موضوع الاتصالات والامن في اوروبا وتبين له ان من تحدث معهم أبدوا اهتماما كبيرا جدا بزبائنه في ايران وبالمعدات التي يشترونها. واعترف اشطري بانه جند من ثلاثة من رجال الموساد ـ «رجال عرفوا أنفسهم بانهم طوني، شارلز وجاك، أبدوا اهتماماً بصفقات الاتصالات في ايران». والتقى العملاء بأشطري للمرة الاولى في سويسرا وعرضوا أنفسهم كمندوبين عن مصرف «فورتس». وبعد ذلك التقوا في تايلندا، تركيا، وبروكسل.


وعندما عرض على هؤلاء، الزبائن والمشاريع التي يشارك فيها، اشار اشطري الى أنه يزود مركز الصواريخ في ايران بوسائل معينة، فـ«ابدى الوكلاء اهتماما شديدا وطلبوا المشاركة في هذا المشروع». وبحسب اقواله، فقد كان يعوزه المال لشراء جزء من معدات الاتصال اللاسلكية التي كان يعتزم استيرادها الى ايران، واعطاه رجال الموساد 50 الف دولار و«تطوعوا» لشراء معدات «معالجة» له، بحيث يمكن الوصول إليه وتنفيذ التنصت له.


ويدور الحديث عن وسائل اتصال بالأقمار الاصطناعية لشركة «ثريا»، هواتف ومعدات متحركة تمت «معالجتها» كي يكون ممكناً الارتباط بها من بعيد، والتنصت عليها وحل ألغاز البث الذي يمر فيها. وبحسب التقارير من إيران، فقد خطط عملاء الموساد للتنصت على مسؤولين كبار في أجهزة الأمن في الدولة من خلال الأجهزة التي وفرها لهم اشطري.


وشركة «ثريا» هي الأكثر أهمية ومركزية في العالم العربي. حتى ان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن استعان بخدماتها بشكل واسع من حيث خدمة القمر الاصطناعي وأجهزة اتصالات الشركة. كما ان مجرمين، إرهابيين كباراً وطغاة عديدين يستخدمون اليوم الأجهزة المتقدمة للشركة، التي ترتبط بشبكة الخلوي المحلية من خلال شريحة الكترونية، أو مباشرة بالقمر الاصطناعي اذا كان المرء في وسط الصحراء او المحيط، في مكان لا إرسال فيه.


واشطري (43 عاماً)، اعتقلته قبل نحو سنة ونصف السنة الاستخبارات الايرانية، ولكن أمر اعتقاله أبقي طي الكتمان. وفيما نفى محاموه التهم، اعترف هو بها. فقد روى بأن مسؤوليه في الموساد دعوه لإجراء فحوص طبية في سويسرا بعدما روى لهم بأنه يعاني من مشاكل في القلب وعولج بالأدوية. «عملياً استغلوني كي يجروا عليّ فحوص التحقق في صدقي للتأكيد من أني لست عميلاً للاستخبارات الايرانية». وادعى بان مسؤوليه دفعوا نفقات السفر واشتروا له الهدايا وساعدوه في دفع قرض السكن، رغم انه سعى في مرحلة ما الى قطع العلاقة معهم.


ومع ذلك، وخلافا لأقوال مسؤول إيراني كبير، ادعى اشطري بانه لم يتمكن من نقل معدات القمر الاصطناعي الى محافل الاستخبارات في طهران.


واشتكى مسؤولون كبار في الاستخبارات الايرانية من ان الموساد تلاحق رجال اعمال ايرانيين بهدف «صيدهم» وتجنيدهم في صفوفها. وأكد أشطري بان مسؤوليه طلبوا منه ان يجلب معه ضيوفاً إيرانيين الى الخارج، على ما يبدو كي يتمكنوا من محاولة تجنيدهم لمصلحة الموساد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى