حكاية أسير.. رفض الحرية رغم العروض المغرية..!
المجد – خاص
لم يبدِ ضابط المخابرات أي اهتمام للأسير محمد الذي جلبه سجانه من زنزانته، بعد أن تغيرت ملامحه مما لاقاه من الوان العذاب، قلٌب الضابط أوراقه بين يدية ..همهم بصمت محمد .. محمد.. قضيتك صعبه..!،
بهذه الكلمات إنقطع حبل الصمت الذي دام طويلا على محمد المنهك المكبل اليدين، لكنه لم يأبه لهمهمة الضابط ولا الى تقاسيم وجه الثعلب قبل أن يقترب منه، ويقول له في يوم كذا فعلت كذا ..وفي يوم كذا فعلت كذا .. واستمر بسرد حكاية هذا الثائر ونشاطه في مقاومة الاحتلال ..الى ان ظهرت علامات الود الماكرة على وجهه، فقال بصوت حنون..
محمد لن تقل محكوميتك عن ثلاثة مؤبدات..!! ستقضي عمرك كله بالسجن. واقترب منه أكثر هامساً بإذنه أنا اُحبك وسأخلصك من كل هذه القضايا وستخرج بعد يومين.. نعم فقط يومين..!!
تنهد صاحب الوجه المتعب وقال وماذا تريد بالمقابل..؟
انشرحت اسارير الضابط وعاد ليسترخي على كرسيه يرتشف فنجان قهوته.. أنت ذكي يا محمد نظرتي بك في موضعها، فقط اُريد أن نكون أصدقاء نتعاون سوياً..
تبسم محمد وقال: تريدني أن أعمل معك وأن اخون وطني وأقتل أبناء شعبي وأن الحق العار بأهلي، أن أُصلب على مقصلة الخونة وأُدفن دون أن يصلي على إخوتي واحبائي، واُنعت بالخيانة كلما ذكر إسمي، وأخون دماء الشهداء من أجل أن أنال حريتي..!
إن قيدي شرف، وسجني عبادة اتقرب بها الى الله، وتعذيبكم يزيد من عزيمتنا، أتعتقد أن اُسود البرية حين تأسرها تقبل أن تكون نعاجاً حين تطلق سراحها.. أنت واهم وأفكارك ماهي الا أضغاث أحلام.
انتفض الضابط… وصرخ في وجه محمد… ستتعفن في زنزانتك ولن ترى النور، ولن أسمح بزيارة اهلك لك، ستكون مجرد رقم مهمل بين الجدران المظلمة، تعاني أشد العذاب.. وصرخ بصوت عال.. خذوه الى زنزانته.
وقف محمد وسار بخطى متعبة نحو الباب، وقبل أن يغادر التفت الى الضابط وقال: سأكون رقما صعباً في قلوب ابناء شعبي وستوقع قريباً جداً على خروجي من السجن مكرهاً، وستبقي حسرتك تلازمك حتى نهاية محكوميتي التي لن اقضيها الا بين احضان شعبي… وتبسم بتهكم وهو يسير الى زنزانته مردداً..لن اقبل.. لن اقبل.