الأمن عبر التاريخ

القصاص حياة ومدخل للحفاظ على أمن المجتمع

المجد-

لما كان القتل عدوان على النفس بدون حق وإفساد للمجتمع وقضاء على عضو من أعضائه وأهدر لحق الحياة وهو أغلى شيء عليه شرع القصاص زجراً للناس وجزاء على الاعتداء على النفس فهو من أعظم الجنايات بعد الشرك بالله لهذا كان القصاص ليكف الجاني وتسلم الحياة من العدوان قال تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب).

وحين تحدث القرآن عن أول جريمة قتل حدثت في البشرية، كشف عن طبيعة العدوان الكامنة في النفوس الشريرة والعدوان الصارخ منها وكشف عن الجريمة المنكرة التي تثير الضمير الإنساني والشعور الجارف الحار والحاجة الملحة إلى القصاص العادل يصون حق النفس.

وقد بين الله تعالى أن القصاص حياة وذلك في وجهين الأول: أن فيه الحياة بطريقة الزجر فإن الإنسان الذي يفكر بقتل غيره إذا فكر بعاقبة أمره أنه إذا قتل سيقتل انزجر عن قتله وكان ذلك حياة للاثنين، والثاني: أن في القصاص دفعاً لسبب الهلاك فإن القاتل بغير حق يصير حرباً بلا هوادة فيها على أولياء القتيل لإحساسه بأنهم يلاحقونه فيقصد حربهم ويتمنى إفناءهم ليزيل شبح الخوف الذي يلاحقه ويتابعه.

لهذا كله شرع القصاص فكان فيه حياة لمن تحدثه نفسه بالقتل، فكيف عنه حين يعلم مصيره، وفيه حياة لمن كان سيقع عليه القتل ويه حياة للعائلات والأفراد والجماعات بسد باب الثأر والعدوان، ففي القصاص شفاء لنفوس أهل القتيل من الحقد والرغبة في الثأر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى