آلية عمل الاستخبارات الصهيونية في الضفة الغربية لإحباط العمليات الفدائية
المجد – خاص
أرّقت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة "انتفاضة القدس" تفكير قيادة العدو الصهيوني وأجهزته الأمنية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومناطق الضفة الغربية، وأجبرتهم على تغيير ألية التعامل مع العمليات الفدائية، بدايةً من جمع المعلومات وليس انتهاءً بالملاحقة ثم الاعتقال.
وفي هذا السياق أكد ضباط من الاستخبارات العسكرية الصهيونية العاملين في مناطق الضفة الغربية أن ثمة تغييرات طرأت على طريقة التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. جاء ذلك في مقابلة نشرتها صحيفة يديعوت أحرنوت.
وأجمع الضباط أن آلية التعامل مع الشباب الفلسطيني المنتفض منذ انتفاضة الأقصى عام 2000م قد تغيرت خلال انتفاضة القدس الحالية، والتي أجبرت قيادة جمع المعلومات لدى العدو على إنشاء منظومة جديدة للتعامل بشكل مختلف مع منفذي العمليات.
ويؤكد الضباط أنهم يواجهون تحدياً كبيراً إزاء التنبؤ أو التكهن لمعرفة ما إذا كان شخص ما سيقدم على تنفيذ عملية فدائية، خصوصاً في اللحظات الأخيرة قبل وقوع الحدث.
وقال أحد الضابط بأنه وبعد وقوع الحدث، يتم الاستيضاح عن هوية "المخرب" وما هي الطريق التي سلكها في الوصول لمكان العملية، بهدف محاصرة منزله بأسرع وقت للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات وتحليل شخصيته.
وأضاف الضابط: أدركنا مؤخراً أنه يجب علينا دمج الأجهزة الأمنية العاملة ضد الفلسطينيين، وعدم انشغال كل جهة أمنية بمهمتها الخاصة، فيجب المشاركة في الدفاع والهجوم معاً، حيث إن التعاون بين الجهات الاستخبارية المتنوعة أضفى تميزاً في كشف معلومات حول منفذي العمليات.
وأكد الضابط أن جيش العدو الصهيوني قد افتتح فرعاً جديداً في الجيش مهمته البحث العملي بهدف مهاجمة منفذي العمليات الفردية الذين يعملون بشكل غير منظم.
من جانبه قال رئيس فرع العتاد الشخصي، أنه في بعض الأوقات يقوم منفذ العملية بالخروج من مكان سكنه ويقوم بشراء سلاح الكارلو بمبلغ مالي صغير، فواجهنا هذا الأمر بجمع كل الأسلحة في مناطق الضفة الغربية واغلاق جميع المخارط وورش تصنيع هذه الأسلحة، ليصبح ثمن قطعة سلاح الكارلو 7000 شيكل أي ما يقارب (2000 $) بعدما كان 2000 شيكل (500 $).
واضافة إلى ما سبق، عملت أجهزة الاستخبارات الصهيونية على تتبع وتعقب النشطاء والمحرضين على تنفيذ العمليات الفدائية في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً موقع "الفيسبوك" ومن ثم اعتقالهم، إضافة الى إغلاق جميع المطابع التي تعمل في طباعة المنشورات التحريضية ضد الاحتلال.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستخبارات العسكرية تركز كل الجهود على البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية والتي تريد أن يكون لها سهماً في مقاومة الاحتلال ووضع حداً لانتهاكاته المستمرة جهاراً نهاراً في الضفة الغربية، حيث إن المقاومة الفلسطينية تحاول توسيع نشاطاتها خصوصاً في الخليل ونابلس وجنين، وتشكيل خلايا عمل مقاوم نوعي.