جثث قتلى، مفقودين، سالمين .. ما الذي حدث يا أيزنكوت ؟
المجد – خاص
مرت تصريحات الاحتلال الصهيوني على لسان قادته بعدة مراحل، عكست تنكراً واضحاً لحقوق جنوده المفقودين عليه، وتهرباً سلبياً من المسئوليات الملقاة على عاتقهم لاسترجاع جنودهم، الأمر الذي انعكس بالسلب على جنود الجيش الصهيوني وعائلاتهم بشكل عام.
هذه التصريحات بدأت بابلاغ عائلات الجنود بأن أبنائهم ليسوا أحياء وأنهم عبارة عن جثث وقامت بعض العائلات ببناء قبور رمزية لأبنائهم، وسلموا بالأمر الواقع مراهنين على مصداقية حكومتهم التي ثبت لهم مع مرور الوقت أنها تغرر بهم وتتلاعب بعواطفهم لتحصيل مكاسب سياسية حزبية خاصة تتعلق برئيس الحكومة ووزرائه المدانين بالفشل خلال الحرب الماضية.
وبعد عدة تلميحات للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، والتي تمت من خلال تصريحات مقتضبة للناطق العسكري باسم القسام، وبعضها جاء على شكل فيديوهات تبرز وجود جنود مصابين أو مقعدين على كراسي متحركة، بدأت العائلات بالشك، ومن خلال ذلك الضغط على حكومة الإحتلال التي غيرت تعبير اعادة الجثث إلى تعبير اعادة الجنود المفقودين.
وبعد الفيديو الأخير للقسام والذي كان عبارة عن أغنية عبرية تمثل مراسلة بين الجنود الصهاينة وعائلاتهم يخبرونهم فيها بأنهم أحياء ولم يموتوا، ثارت العائلات مرة أخرى، وقامت بتفكيك قبور أبنائها وهاجمت الحكومة بشكل غير مسبوق بسبب كذبها وتزويرها للحقائق.
ويظهر اليوم انعكاسات ذلك، حيث وردت تصريحات على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئس الأركان أيزنكوت يعبرون فيها عن تعهدهم باعادة جنود جيش الاحتلال الصهيوني أعزاء سالمين، في تصريح هو الأول من نوعه الذي تصرح فيها جهة صهيونية مسئولية عن اقرارها بأن الجنود الصهاينة ليسوا جثثا وإنما أحياء يرزقون في قبضة المقاومة.
وبرغم كل ما سبق، لا يمكن الجزم بشكل نهائي عن حقيقة مصير الجنود المأسورين لدى المقاومة، فكل ما صدر عن المقاومة فيما صدر، كان عبارة عن تلميحات ورسائل مشفرة ومخفية، لم تجزم بمصير الجنود، إلا إذا كان العدو الصهيوني قد فك هذه الشيفرات ووصل من خلالها إلى قناعة جعلته يتأكد من ذلك مما انعكس على تصريحات قيادته.
وجود جنود أحياء يعني في النهاية ومهما طال الوقت، إبرام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة والعدو الصهيوني، صفقة على غرار الصفقة السابقة التي حررت عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين أصحاب المحكوميات العالية، يأتي ذلك في وقت إضراب الأسرى عن الطعام ليتجدد لديهم الأمل ولا ينقطع أبداً في تحقيق الحرية لهم رغم أنف العدو الصهيوني وترسانته الأمنية والعسكرية.