تقارير أمنية

كيف فشلت مخابرات العدو في الاحتفاظ بنصر “اغتيال فقها”؟

المجد – خاص

الواضح من خلال نتائج التحقيق الأخيرة التي عرضتها وزارة الداخلية بغزة، أن أجهزة استخبارات العدو قد بذلت جهداً أمنياً ضخماً لتحقيق عمل أمني محصن ونظيف، ونفذت إجراءات أمنية بشكل حرفي لضمان عدم قدرة أجهزة الأمن بغزة على كشف طلاسم وأسرار التنفيذ.

وفي تحقيق أجراه موقع "المجد الأمني" أن قادة العملية حرصوا على تكليف قدامى ضباط الاغتيال في الإشراف المباشر على العملية، بالإضافة أنهم اختاروا مربعاً سكنياً صعباً للوصول إلى الشهيد مازن ظانين أنه سيعقد مسألة التحقيق والكشف على أمن غزة.

ومن الذي يمكن استنباطه أن العدو فكر في أن يقوم على استدراج الشهيد مازن لمكانٍ آخر إلا أنهم اعتبروا ذلك مخاطرة سيكتب لها الفشل المحتوم.

ولم يتوقف ضباط المخابرات عند تكليف عملائهم بالرصد والمتابعة، بل كلفوا أحد العملاء بتعطيل الكاميرات القريبة لمنعها من التقاط أي صورة من مسرح الجريمة، وعملوا على تخريب مسرح الجريمة لإخفاء الأدلة.

وبعد تنفيذ الاغتيال بدأت وسائل إعلام العدو بنشر معلومات وشائعات للتأثير على مسار التحقيق وضرب الحالة المعنوية للسكان، واسقاط هيبة الأمن بغزة.

وبالنظر لفترة التخطيط لعملية العدو أخذ من الوقت الكافي لتهيئة المسرح لمدة ثمان شهور، وكان يعمل بين كل فترة وأخرى على فحص جهوزية الأجهزة الأمنية ومعرفة مدى وعيها ويقظتها؛ من خلال الطلب من عملائه الاقتراب من مسرح الجريمة المفترض والتوقف قليلاً ثم التحرك، وقيامهم بتصرفات مريبة لفحص إن كان هناك رجال أمن يقظين أم لا.

من خلال ما سبق يبدو أن حجم العمل الأمني كان ضخماً والإجراءات الأمنية التي اتخذها العدو كانت تذهب باتجاه تحقيق معادلة أمنية جديدة لضرب الحالة الأمنية في قطاع غزة، وجعل السكان يفقدون ثقتهم بها، وعدم تمكن أجهزة الأمن من الوصول لأي أثر أو دليل وتبقى قصة "مازن" تحت طي الكتمان وتسجل ضد مجهول.

كيف فشلت مخابرات العدو في الاحتفاظ بنصر "اغتيال فقها"؟

وبالتالي المطلوب تحقيق نصر أمني على أمن غزة وصياغة معادلة جديدة وصعبة، إلا أن كافة الإجراءات التي بذلتها أجهزة استخبارات العدو وخبراته وتقنياته لم تمكنها من الاحتفاظ بنصر الاغتيال وذلك للأسباب التالية:

–  سوء تقدير رجال المخابرات لحجم الذكاء والعبقرية والخبرة التراكمية التي يتميز بها رجال الأمن في غزة.

–  جاء تنفيذ العملية في مربع مليء بالكاميرات التي لا تعد ولا تحصى "ظاهرة وخفية".

–  سرعة السيطرة الأمنية على مسرح القطاع وذلك من خلال إغلاق الحدود والمعابر ونشر الحواجز.

–  توجيه ضربة أمنية لعدد من المشبوهين بعلاقتهم مع استخبارات العدو.

–  التصرف الغبي الذي مارسه ضباط المخابرات عندما عملوا على تهريب (أ ، ص) من غزة، ما أرشد رجال الأمن حول وقوف أجهزة استخبارات العدو خلف عملية الاغتيال.

–  تعاون المجتمع وتحمله للإجراءات الأمنية التي نفذتها وزارة الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى