كيف جنّد الشاباك قتلة الشهيد مازن فقها؟!
المجد – خاص
يسعى جيش الاحتلال الصهيوني بكافة أجهزته الأمنية والمخابراتية إلى إسقاط فئة من الشعب الفلسطيني عامةً وسكان قطاع غزة خاصة ًفي وحل العمالة، بشتى الوسائل والطرق دون مراعاة لا ديانة ولا أخلاق ولا غير ذلك أثناء عملية الاسقاط.
وفي هذا السياق، يستغل العدو الصهيوني حاجيات سكان قطاع غزة المحاصرين منذ العام 2006م، بعد فرضه حصار خانق على القطاع عقب فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية آنذاك.
ونسلط الضوء في هذا التقرير على كيفية استغلال العدو الصهيوني حاجة العملاء الثلاثة المشاركين في جريمة اغتيال الشهيد مازن فقها في مارس 2017م، وكيفية تجنيدهم كعملاء على أرض قطاع غزة.
العميل القاتل المباشر
عُرف العميل (أ. ل.) 38 عاماً بين أهله وجيرانه بحبه للعمل الجهادي وتأثره بفكر تنظيم القاعدة من خلال متابعته لهم على شبكة الانترنت، وبدا ذلك واضحاً من خلال تطبيقه لبعض أفعالهم مثل الالتزام بنوع معين من اللباس يُعرف أنه خاص بالجماعات المتشددة.
وبعد فترة من المتابعة تواصل معه شخص من خلال أحد منتديات الدردشة وذلك من عام 2004م، عرّف نفسه أنه من أصحاب الفكر المتشدد ويحب الجهاد، قبل أن يرسل له أموال طلب مقابلها بتشكيل مجموعات من أصحاب الفكر المتشدد وتنفيذ عدة عمليات تفجير في قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، لم يكن العميل على دراية أنه واقع بفخ العمالة تحت غطاء العمل مع أصحاب الفكر، حتى تواصل معه شخص يدعى "أبو العبد" وعرّف نفسه بضابط مخابرات صهيوني قبيل الحرب عام 2014، وذلك حسب التسجيلات التي نشرتها وزارة الداخلية والأمن الوطني خلال مؤتمر كشف قتلة الشهيد مازن فقها بتاريخ 16 مايو 2017.
وتابع العميل عمله مع مشغله في جهاز المخابرات الصهيوني وكلّفه بعدة مهام منها، معلومات عن مراكز شرطة ومواقع عسكرية ومواقع حكومية، وآخرها كانت مهمة اغتيال الشهيد مازن فقها.
العميل مصدر المعلومات
العميل (هـ. ع.) 44 عاماً، عُرف بحاجته لتصريح من أجل الدخول إلى الأراضي المحتلة عام 1948م، والعمل داخل الخط الأخضر، قوبلت طلباته بالرفض عدة مرات.
وفي آخر محاولة له، قدم طلب تصريح دخول للأراضي الفلسطينية المحتلة وذلك في عام 1998م، طلبت منه أجهزة المخابرات الصهيونية العمل معهم مقابل منحه تصريح دخول من أجل العمل داخل الخط الأخضر، وبذلك فقد أصبح رهن العمل لدى جهاز الشاباك الصهيوني.
وخلال تلك الفترة تعامل العميل (هـ. ع.) مع عدد من ضباط مخابرات الاحتلال، وتم تكليفه بالعديد من المهام منها تصوير أماكن ومواقع للمقاومة، إلى جانب متابعة قادة وعناصر المقاومة وتحركاتهم.
وعن دوره في جريمة اغتيال الشهيد فقها، فقد اعترف العميل أنه – قبل ثمانية أشهر من تنفيذ الجريمة – تم تكليفه بجمع معلومات عن الشهيد مازن فقها، كما تم تكليفه بتصوير البناية السكنية التي يقطن فيها الشهيد فقها بحي تل الهوا غرب مدينة غزة.
العميل المراقب
العميل (ع. ن.) 38 عاماً، برزت حاجته للسفر إلى الضفة الغربية من أجل اللقاء بزوجته هناك، وقوبلت طلباته بالرفض للسفر عن طريق معبر بيت حانون "ايرز".
استغل جهاز المخابرات الصهيوني حاجته للسفر، وأوقعه بفخ العمالة عن طريق انتحال شخصية موظفي في مؤسسة لحقوق الانسان وذلك في العام 2010م.
وحسب اعترافاته فقد طُلب منه تحديد مواقع ومقرات المقاومة وأماكن إطلاق الصواريخ ومطليقها، إلى جانب مراقبة عناصر المقاومة وتحديد نقاط رباطهم، وهو تم بالفعل وعلى إثره تم استهداف مقاومين ومواقع المقاومة.
وحول دوره في عملية اغتيال الشهيد فقها، فقد كشفت اعترافاته أنه قبل وقت تنفيذ العملية بثمانية شهور، طلب ضابط المخابرات تركيز المراقبة والرصد لحي تل الهوا، وبالتحديد العمارة التي يسكنها الشهيد، حيث قدّم معلومات مفصلة عن العمارة وطبيعتها ومحيطها.
مما تقدم، يظهر أن العدو الصهيوني لا يراعي أسلوب ولا طريقة الاسقاط بقدر ما يهمه الايقاع بالعملاء من أجل العمل تحت إمرته، واتضح ذلك جلياً في استغلاله حاجة أحدهم في السفر وآخر في العمل، وآخر بحبه للجهاد.