كالصراصير بين الشقوق !
المجد – خاص
هكذا كان العدو الصهيوني وما زال، اذا فاته أن يكون له دور في ايقاع الخلافات بين الدول العربية فانه يقوم باستغلالها واذكائها ومحاولة استثمارها فيما يخدم مصالحه بتقدمه خطوات نحو ايجاد شرخ في المواقف العربية المتزمتة ضد التطبيع معه، وفرض معادلات أخرى يكون آخر همها أو قد لا يكون القضية الفلسطينية ونصرتها أو إيجاد حلول لمشاكلها.
يظهر ذلك في تصريحات العدو الصهيوني وقيادته السياسية الذي استهدف الخلافات القائمة بين دول الخليج، وكيف أنه عزف على وتر زيادة هذه الخلافات ومحاولة استغلالها في التواصل الى حلفاء جدد له يجتمع معهم على محاربة الارهاب المزعوم.
يهدف الاحتلال من خلال ذلك إلى هدم القضية الفلسطينية في وعي وإدراك الشعوب العربية من خلال التأثير على قرارات الأنظمة العربية التي يتخذونها ضد بعضهم بشكل لا يعطي انطباعا بأنها مدروسة او تخدم مصلحة عربية عليا تعود بالنفع على الشعوب بالمطلق.
تصريحات ليبرمان التي طلب فيها من الولايات المتحدة متمثلة بسفيرتها "نيكي هالي" بالعمل على طرد عدد من قيادات حماس من لبنان، تؤكد على أن العدو الصهيوني يسعى إلى تقليل مواجهته مع الفلسطينيين ومجابهتهم بأدوات مختلفة من خلال الضغط عليهم بسيوف عربية ودولة تزيد من مطاردتهم وحصارهم.
يحمل ليبرمان المسئولية للبنان في محاولة مفضوحة للضغط عليه لمصادرة قراره المستقل، بقوله أن لبنان هو المسئول عن الأنشطة الإرهابية في داخل بلاده، وما يخرج منه لذلك من المهم أن تعمل الولايات المتحدة مع الحكومة اللبنانية، من أجل طرد ثلاثة من كبار حماس ومنع إقامة مقر لحركة حماس هناك.
فيما يبدو أن الملاحقة التي يتعرض لها قادة المقاومة في خارج الأرض المحتلة لا تثنيهم عن الاستمرار في توجيه البوصلة نحو العدو الصهيوني، خاصة أن التهم الموجهة لهم هي معاداة الاحتلال الصهيوني الذي يجثم على أرضهم منذ عشرات السنين، دون أن تتحرك الأنظمة العربية لتغيير واقعهم أو مساعدتهم في إنهاء الاحتلال لبلادهم.