محللون: نتنياهو يريد حربا جديدة على غزة هذا الصيف
المجد – خاص
اتفق محللون سياسيون صهاينة على أن قرار حكومة الاحتلال الصهيوني بالاستجابة لطلب تقليص كمية الكهرباء المغذية قطاع غزة، من شأنه أن يفاقم الأزمة المتواصلة في القطاع ومن الممكن أن ينتهى بتصعيد ومواجهة جديدة.
ويرى المحللون أن حكومة نتنياهو باتخاذها القرار فهي قد استقدمت مثل هذه المواجهة، وأنها تستدعيها خدمة لمصالحها السياسية ومصالح أطرافها الحزبية.
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي في صحيفة هآرتس "روغل ألفير": "أن نتنياهو يخلق بنفسه الظروف لاندلاع مثل هذه الحرب على غزة لأنه يحتاجها لدرء مبادرة السلام التي يبلورها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك لأنه ليس لديه نية بتقديم أي حلول للفلسطينيين".
ووصف ألفير نتنياهو بالأنانية وانه يسعى وراء مصلحته وبقاءه في الحكم فقط، بقوله "نشوب الحرب تساعد نتنياهو على خلط أوراق ترامب وتؤدي الى افشال مبادرته الاقليمية، هذا ناهيك عن أنها تساعده على اعاقة التحقيقات الدائرة ضده والتي تهدد استمرار حكمه، كما أنها تخلق انطباع بأنه يمارس عمل سياسي عوضا عن الانطباع بأنه منشغل بكيفية البقاء السياسي المصلحي والأناني فقط".
من جانبه، قال روني شاكيد في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن فتيل القنبلة الموقوتة يقصر بشكل سريع من وتيرة التفكير الصهيوني في إيجاد حل في قطاع غزة، مشيرا الى أنه من الواضح أن غزة هي بالتأكيد مشكلة بالنسبة للكيان برغم وجود السور والجدار التحت أرضي فلا يمكن قطع غزة عن الكيان ولا الكيان عن غزة.
وبالنسبة للأوضاع المأساوية التي يعيشها قطاع غزة قال شاكيد، "فمع نهاية شهر رمضان تجد غزة منهارة، يائسة، لا تنقص البضاعة في الأسواق، ولا يوجد مال للشراء، وتقليص ثلث الرواتب لـ 58 ألف موظف في السلطة الفلسطينية الذين يقطنون القطاع، ناهيك عن أن معدل البطالة يصل الى أكثر من 40%".
ويكمل شاكيد عن معاناة أهل قطاع غزة المتواصلة متخوفا من وصول التلوث الى الكيان، "عدة أحياء في غزة تفوح منها رائحة كريهة، المجاري تفيض على ضفافها، ولكن معظمها يتدفق مباشرة إلى البحر، تذهب هذه المجاري شمالا وباتت تقترب من سواحل عسقلان، التلوث لا يتوقف في حاجز إيرز".
ويستطرد شاكيد قوله "في الأسبوعين الأخيرين، حتى قبل إعلان الحكومة عن قرار تقليص الكهرباء، لا توجد كهرباء في غزة إلا لثلاث ساعات يوميا، لا يمكن تطهير مياه المجاري، لا يمكن حفظ الغذاء في الثلاجات، فالنقص أدى إلى تعطيل في عمل المستشفيات، وإلى تضرر الزراعة، وإلى إغلاق المشاغل القليلة التي كانت تعمل.
ويرى شاكيد أنه وبعدما يُعلن عن قطاع غزة اقليما متمردا وانفصال ارتباطه بالسلطة الفلسطينية يتوجب على حكومة نتنياهو البدء بالحديث مع المقاومة، بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء، أو بأي طريقة كانت.
ويتمنى شاكيد عدم مواصلة سياسية التجويع والحصار الخانق لقطاع غزة، إذ اعتبرها خطر استراتيجي على الكيان الصهيوني، ويتمنى أيضا التعجيل في ذلك قبل وقوع جولة أخرى من الحرب التي ستؤدي لمصيبة يمكن منعها عن الطرفين.