المكتبة الأمنية

ملخص / كتاب “الدولة اليهودية” لـ تيودور هرتزل (2)

المجد- خاص 

 يطرح هرتزل خطة لتخليص اليهود من سوء أحوالهم، حيث يقول "الخطة بأكلمها بسيطة من حيث الجوهر، وهكذا يجب أن تكون إذا ما أردنا بها أن تكون خطة شاملة، فلنُمنح سيادة على جزءٍ من العالم كبير بما يكفي للوفاء بالمتطلبات العادلة لأُمةٍ ما، ويمكننا تدبر الباقي، فلدينا القوة الكافية لإنشاء دولةٍ، بل دولة نموذجية فنحن نملك الموارد البشرية والمادية اللازمة للوصول لذلك الغرض، وسيتم تنفيذ الخطة من خلال "جمعية اليهود" التي تقوم بالعمل الإعدادي في ميادين العلم والسياسة، ثم تتولى "الشركة اليهودية" تنفيذهما بشكل عملي، وما أن تقوم القوى بإعلان رغبتها في إقرار سيادتنا على قطعة محايدة من الأرض، حتى تدخل الجمعية في مفاوضات حول امتلاك الأرض، وهنا نأخذ بعين الاعتبار منطقتين فلسطين والأرجنتين".

وبالعودة إلى (فلسطين والأرجنتين) تحدث هرتزل عن الأرجنتين ذاكرًا مناقبها من حيث مناخها ومساحتها وضآلة سكانها في ذاك الوقت، لكنه حينما تحدث عن فلسطين قال "هي وطننا التاريخي الخالد في ذاكرتنا أبد الدهر، فمجرد ذكر اسمها يجذب شعبنا بقوة هائلة"، وهذا يؤكد أن هرتزل عزف على الوتر الديني والقومي عند اليهود تجاه فلسطين من أجل كسب تأييدهم.

حاول هرتزل استغلال الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به الدولة العثمانية بقيادة السلطان عبد الحميد الثاني، حيث قال "فإذا ما أعطانا فخامة السلطان عبد الحميد الثاني فلسطين، فسنقوم بدورنا بتدبير جميع الموارد المالية لتركيا، حيث يتعين علينا أن نشكل هناك جزءًا من السور الواقي لأوروبا ضد آسيا، وحائط صدٍ أماميًا للحضارة مقابل البربرية، ويتعين علينا البقاء على اتصال بأوروبا بأكملها، الأمر الذي سيؤمن وجودنا".

إن ما قاله هرتزل يؤكد أن اليهود يسعون دومًا لاستغلالِ حاجة الدول من المالِ لتمرير مشاريعهم من خلالها، لأنهم بذلك حسب رأيهم يؤمن لهم مكانة في تلك الدولة، مكانة على الصعيد الفردي لليهود وعلى الصعيد الجمعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى