ما هي المعادلة التي يخشاها العدو على الجبهة الشمالية ؟
المجد – خاص
تعرضت حدود دولة الإحتلال الصهيوني المباشرة وإن كانت هادئة حالياً إلى تغيرات ستؤثر على مستقبل المنطقة بشكل كبير، فالهدوء القائم يتصف بالحذر الشديد، بداية من حدودها مع سوريا، أو لبنان، أو حدودها مع مصر وقطاع غزة.
التغيرات تعكس المحاذير الأمنية التي باتت تعاني منها الحدود، فعلى الحدود مع سوريا يكمن الخطر الأكبر كما يقول بعض قيادات الجيش، حيث أن الأمور لم تعد تحت سيطرة الجيش السوري وحده، وأن جيش الإحتلال الذي كان يعد العدة لمواجهة جيش معروف التشكيلات بات يخشى من جماعات تشكلت بشكل غير محدد يمكنها في أي لحظة الإنطلاق للعمل ضدهم.
يتهم العدو الصهيوني حزب الله بأنه يقف خلف هذه التشكيلات، وقد حاول العدو مواجهة ذلك في أكثر من حادثة قام العدو باغتيال أكثر من شخصية في تلك المنطقة كان منها اغتيال سمير القنطار وليس انتهاءا باغتيال جهاد مغنية، الذي تم اتهامه مباشرة بتشكيل خلايا ستعمل قريبا في الجولان.
الحدود اللبنانية لا تقل سخونة ومهيئة للإشتعال في أي لحظة، وقد وقعت في وقت سابق بعض المناوشات بين حزب الله اللبناني وبين جيش الإحتلال، لم تمتد إلى أكثر من يوم ولكنها معرضة للإنفجار، مع استمرار قيام العدو بقصف قوافل سلاح تابعة للحزب.
وفي ظل الحديث الصهيوني المستمر عن توحيد الجبهة بين سوريا ولبنان، وأن سماء سوريا ولبنان أصبحت سماء واحدة، وذلك بعد حدث اطلاق مضادات أرضية سورية تجاه طائرة حربية صهيونية حلقت قرب الحدود اللبنانية، يفتح مجالاً لاحتمالية تدحرج الأوضاع نحو مواجهة متعددة الجبهات.
الحدود المصرية الأقل خطرا مرشحة أيضا للتصعيد، والأمر مرهون فقط بقيام بعض المجموعات بإطلاق صواريخ على إيلات، انعكس ذلك على قيام جيش الإحتلال بنشر بطاريات باتريوت لإعتراض صواريخ يمكن أن تطلق على جنوب الكيان.
وتبقى غزة لها واقعها المختلف الذي يؤكد العدو في كل مرة أنها تشكل الصداع الأكبر له، ولكنها تتراجع في ظل العملية السياسة والتدخلات المصرية لتغيير واقعها باتفاق المصالحة الجديد، الذي سيكون له دور كبير في إبعاد شبح المواجهة المحتمل على حدود غزة.
لا يمكن القول بأن الحدود ستشتعل غدا أو بعد غد، بقدر ما يمكن القول بأن الكيان يعيش حالة توجس من المستقبل، يحاول على الدوام أن يعكسها على صفوف جيشه ومواطنيه، لكن تبقى التساؤلات القائمة، هل لدى الجيش قدرة على تحمّل المواجهة على جبهتين في وقت واحد، وهل تفكر المقاومة على هذه الجبهات باستغلال هذه النقطة لتشتيت الجيش وتجنب إمكانية تفرده بجبهة دون أخرى!؟