“صحافة المواطن” في مواجهة الدعاية الصهيونية
المجد – خاص
نجح المواطن الفلسطيني خلال مسيرة العودة في التصدي للاحتلال ميدانياً من خلال الإبداعات التي فاجأته، وكذلك من خلال التصدي للآلة الإعلامية الصهيونية التي تسعى لقلب الحقائق وتشويه صورة الفلسطينيين الذين يتظاهرون سلمياً.
المواطنون الفلسطينيون وخلال مسيرات العودة نجحوا في نقل صورة الإجرام الصهيوني بحق السلميين، حيث استخدموا هواتفهم النقالة في فضح ممارسات الاحتلال، بشكل قد لا تهتم إليه الصحافة العادية.
حيث أن مئات الشبان المشاركين في مسيرة العودة اعتمدوا على جرأتهم والتحامهم مع العدو، وقاموا بالتقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو التي توثّق جرائم الاحتلال.
بعد التوثيق، اهتم الشبان بمعالجة هذه المقاطع والصور بإضافة التأثيرات، ثم نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مع رسائل إعلامية بكل اللغات، الأمر الذي استجلب الدعم والتعاطف لدى الرأي العام العربي والدولي.
إن صحافة المواطن تسبب إزعاجاً واضحاً للاحتلال، حيث بات العدو الصهيوني يخشاها، ويمكن تسجيل أهمية هذه الصحافة خلال مسيرة العودة:
– أنها تفنّد وتكذّب رواية الاحتلال الصهيوني، فقد رصد النشطاء من خلال صحافة المواطن المئات من الصور ومقاطع الفيديو التي تثبت جرائم الاحتلال ضد العًزّل.
– هذه الصحافة تشكّل أدوات لتوثيق الجرائم، حيث تعتمد مراكز حقوق الإنسان على الصور والفيديوهات في توثيق جرائم الاحتلال الصهيوني، وتشكيل لجان تحقيق.
– "صحافة المواطن" تعزز الجرأة والشجاعة لدى المواطنين في كسر حاجز الخوف، ونقل الصورة للعالم.
– كذلك تعمل هذه الصحافة على نقل الصورة كما هي في الميدان، من غير زيادة ولا نقصان، ما يعني تحقق عنصر الموضوعية.
– هذه الصحافة تحقق الديمومة والاستمرارية في نقل الصورة، دونما انقطاع أو تعذّر، نظراً لبساطة تكوينها.
إن أكثر ما يخشاه الاحتلال من جراء انتشار "صحافة المواطن"، هو أن طبيعة المعركة اختلفت، فلم يعد المواطن الفلسطيني ثائراً فقط، إنما أصبح إعلامياً يلتقط الصورة، ومدوّناً مثقفاً ينشر الصورة ويجلب التعاطف الدولي مع قضيته، ما يعني ان الاحتلال سيتعرض للإحراج حتماً في كل الميادين، بعد أن خسر معركة الوعي مع المواطن الفلسطيني.