طائرات غزة الورقية تشكل تحديا أمنيا واقتصاديا لإسرائيل
المجد –
رغم بساطتها وبدائيتها، فقد باتت الطائرات الورقية التي يستخدمها الفتية الفلسطينيون المشاركون في حراك مسيرات العودة الكبرى تمثل تحديا أمنيا للكيان الصهيوني وللمستوطنين الذين يقطنون في المستوطنات التي تقع للشرق من الخط الحدودي الفاصل مع القطاع.
وحسب تقرير نشره موقع "وللا" الصهيوني، فان الطائرات الورقية التي يتم تزويدها بزجاجات حارقة ذات حجم صغير تسببت حتى الآن في اندلاع عدة حرائق طالت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في محيط المستوطنات شرق غزة، مما أفضى إلى تكبد المزارعين خسائر كبيرة. وحسب الموقع، فقد أفضت الحرائق إلى اتلاف مزارع القمح التي تنتشر في محيط القطاع. ونوه الموقع إلى أن الفتية الفلسطينيين الذين يتحكمون بحركة الطائرات الحارقة بواسطة خيط طويل يقومون بتسريح الخيط عندما يتأكدون أن الطائرة تحلق فوق المزارع أو الأحراش التي تقع شرق الخط الحدودي.
ولفت الموقع إلى أن طواقم الإطفاء في المنطقة تستنفر على مدار الساعة بهدف الاستعداد للتدخل في كل لحظة من أجل إطفاء الحرائق المشتعلة. وحسب الموقع، فأن ما يزيد الأمور تعقيدا أن اتجاه الريح يخدم أهداف الفلسطينيين المشاركين في حراك العودة حيث أن الرياح التي تندفع للشرق توسع من دائرة الحرائق وتزيد من مساحات المزارع التي يتم اتلافها نتاج ذلك.
ونقل الموقع عن أحد المزارعين اليهود في المنطقة قوله إن معظم المزارع التي أحرقت هي مزارع قمح، منوها إلى أن 80% من مساحة هذه المزارع قد أحرق بالفعل مما يعني تكبد المزارعين في المنطقة خسائر كبيرة.
وأشار "وللا" إلى أن قيادة المجلس الاستيطاني "أشكول"، الذي يدير المستوطنات في منطقة "غلاف غزة" أصدرت بيانا أشارت فيه إلى أن الطائرات الورقية الحارقة هي السبب الوحيد وراء اشتعال الحرائق في المنطقة. ولفتت قيادة المجلس إلى أن قوات الجيش تبذل جهودا كبيرة لمواجهة تحدي الطائرات الورقية ومحاولة احتواء تأثيراته.
وأشار "وللا" إلى أن الفلسطينيين يبدون قدرة على مواجهة الإجراءات العسكرية التي يقدم عليها جيش الاحتلال والهادفة إلى ردعهم عن المشاركة في حراك العودة. ولفت إلى أن الفلسطينيين تمكنوا من التصدي للكلاب العسكرية المدربة التي يطلقها الجنود صوب المشاركين في الحراك بهدف ردعهم وعدم السماح لهم بالاقتراب من الخط الحدودي. وقد ذكر الموقع أن الفلسطينيين تمكنوا حتى الآن من استخدام وسائل لم يتم العرف عليها في استدراج كلبين وقتلهما.
ويذكر أن الفلسطينيين ابتكروا منذ اندلاع الانتفاضة الأولى أدوات مقاومة تقلص من تأثير الإجراءات العسكرية والعوائق المادية التي يبنيها جيش الاحتلال في محيط القطاع. فقد تمكن الفلسطينيون عند اندلاع الانتفاضة الأولى أواخر العام 1987 من إحراق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية للمستوطنين في محيط القطاع من خلال ربط خيط طويل بذيل قطة وتركها تنطلق عبر الخط الحدودي بعد إحراق طرف الخيط.
الكاتب: صالح النعامي