الشباب الثائر اسم على مسمى
المجد – خاص
كانت الجمعة الخامسة من مسيرات العودة وكسر الحصار الأكثر التي أثرت في نفسي وشعرت أن حلم العودة وكسر الحصار قد اقترب، ما حدث على الأقل فيما شاهدت وأنا على (ملكة) يدلل بشكل قاطع أن زوال الاحتلال بات حقيقة مؤكدة لا جدال فيها رغم ما يفعله الاحتلال من قتل وإرهاب ويسانده في ذلك المنهزمون نفسياً المروجون لفكر الهزيمة في أي مكان كانوا وبأي لغة تحدثوا.
نعم كانت جمعة الشباب الثائر اسماً على مسمى رغم أن ما فعله المنتفضون على الحدود الشرقية في غزة والوسطى والجنوب شارك فيه الشباب والنساء والأطفال وكبار السن، كانت لحظة اقتلاع السلك الزائل لحظة اختلطت فيها المشاعر وأجهش العديد من الحضور بالبكاء وصاحت صيحات التكبير والتحميد رغم رمزية الحدث؛ ولكنها كانت رمزية تعبر عن حق مشروع للفلسطيني في استرداد أرضه التي سلبت منه قبل سبعين عاماً ليقيم عليها الاحتلال الصهيوني كيانه الغاصب على أرض مغتصبه من أصحابها الشرعيين والذين قرروا إعادتها لمكانتها الطبيعية ولأهلها الذين هُجروا منها بعد سبعين عاماً من الشتات، لحظات كانت تعبر عن فعل محبوس في الصدور منذ النكبة التي يقترب موعدها السبعون والذي يفصلنا عنه أيام قليلة، ولكن قبل الموعد يُقدم الشباب الثائر والنساء والأطفال البروفة الحقيقية لما سيكون عليه الحال في الخامس عشر من مايو أيار وما بعده.
نعم، كان حدثاً مفرحاً لنا كفلسطينيين ومؤلماً للمستوطنين المحتلين، شباب ورجال ونساء وأطفال لا يحملون الا حلماً بالعودة واسترداد الأرض المسلوبة ينفذون عرضاً أولياً ونموذجاً لما سيكون عليه الحال يفر من أمامهم جنود مدججين بالأسلحة وتحميهم سيارات وجيبات مذعورين ويتقدم المنتفضون ويواصل الجنود الفرار إلى الأمام ويهتف الفلسطينيون الله أكبر ، بهذا النموذج المصغر يهرب جنود الاحتلال فكيف يوم الزحف ماذا سيكون حالهم ؟.
وحجم ألم الاحتلال بات واضحاً وهو يقصف ليلة السبت الماضي من قصف لمواقع المقاومة ولسفينتين تعدان لكسر الحصار، هذا القصف كان عنوانه واضحاً محاولة يائسة لرد الاعتبار لجنوده الفارين ومحاولة ثني الشعب عن مواصلة المسير حتى منتهاه، وكأن الاحتلال يوهم نفسه أن إرهابه وقتله وقصفه قد يجبر الشعب الفلسطيني على التراجع من مواصلة مسيرات العودة وكسر الحصار واهماً هذا الاحتلال، فهو لا يتعلم من التاريخ ولا يدرك أن الشعب تحرك واتخذ القرار ولديه الاستعداد لدفع الثمن ثمن العودة والحرية واسترداد الأرض المسلوبة.
ماضون نعم نحو تحقيق الهدف والأسابيع القادمة هي استكمالاً لما تم في الاسابيع الخمسة وصولاً إلى الخامس عشر من أيار لبدء مرحلة جديدة في المسيرات الشعبية تأسيساً لحق العودة واسترداد الأرض وكنس الاحتلال وكل مشاريع التصفية التي تقودها أمريكا ويهلل ويطبل لها المنهزمون.
الكاتب/ مصطفى الصواف