مردخاي.. من مشغل جواسيس إلى مهام خاصة بالدول العربية
المجد – وكالات
أنهى منسق أعمال الحكومة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية الجنرال يوآف بولي مردخاي مهامه أوائل مايو الجاري، بعد 36 عاماً من العمل في صفوف جيش الاحتلال، وتوليه مهام ذات أبعاد استخبارية وأمنية.
الخبير العسكري الصهيوني بموقع ويللا الإخباري أمير بوخبوط يقول: إن "مردخاي تجند في لواء غولاني عام 1982، ثم سلاح الاستخبارات ضمن الوحدة 504، التابعة للاستخبارات العسكرية "أمان"، الخاصة بتجنيد العملاء والجواسيس".
ويضيف: "في وقت لاحق، انخرط مردخاي لبعض الوقت في جهاز الأمن العام الشاباك، لتعلم اللغة العربية ومعرفة تقاليد الإسلام والثقافة الدينية للعرب والمسلمين، وعمل بداية عهده لتجنيد عملاء في الجبهة الشمالية حيث سوريا ولبنان، ثم انتقل للعمل بتجنيد العملاء والجواسيس في الضفة الغربية".
وقد اكتسب مردخاي خبرة عملية طويلة بسبب عمله في القرى ومخيمات اللاجئين والمدن الفلسطينية بالضفة الغربية، وتنقل بمهامه العسكرية والأمنية، فأصبح قائدا لوحدة التنسيق والارتباط بقطاع غزة، ولم يعد ينادى باسمه الأمني المعروف بين رفاقه "أيوب"، بل باسمه الحقيقي مردخاي، وعمل مستشارا خاصا لبعض العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش في عمق المناطق الفلسطينية.
لاحقا بات يعرف مردخاي بلقب "المنسق"، وأنشأ موقعا على شبكة الإنترنت لتنسيق مهام وأنشطة الحكومة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية، ونال دعم وزير الحرب أفيغدور ليبرمان.
في 2007 عين مردخاي رئيساً للإدارة المدنية، وهي المسئولية الأعلى للتأثير على الساحة الفلسطينية، وفي 2011 قرر رئيس هيئة الأركان بيني غانتس تعيينه ناطقاً باسم الجيش وعضوا بقيادة هيئة الأركان، مما شكل له تحديا حقيقيا، لأنه طلب منه مواجهة الإعلام مباشرة، مما أثار حوله التساؤلات في العالم العربي، وأصبح العرب يعرفونه على أنه من يتحدث بلغتهم، ويهاجمهم.
في وقت لاحق، طلب منه رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء أفيف كوخابي الانتقال لوحدة 504 الخاصة بتجنيد العملاء لبحث بعض إخفاقاتها، لاسيما عقب كشف عدد من جواسيسها في لبنان، وفي يناير 2014 تم تعيينه منسقا لأعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية.
يشير بوخبوط إلى أن "مردخاي قدم آنذاك وثيقة أمنية للحكومة مفادها أن التدهور الاقتصادي بقطاع غزة قد يؤدي لاندلاع حرب واسعة، واقتنعت باقي الأجهزة الأمنية بوثيقة مردخاي، لاسيما الشاباك والموساد، وبالفعل تحققت تقديراته باندلاع حرب الجرف الصامد في غزة صيف 2014".
وخلال حرب غزة، طلب منه رئيس الموساد السابق تامير باردو أن ينضم لبعض مهام الجهاز، وافق آنذاك موشيه يعلون وزير الحرب، على أن يجري مردخاي لقاءات في الخارج، نظرا لمعرفته اللغة العربية وإطلاله على الثقافة والتقاليد الإسلامية، وشارك في سلسلة لقاءات شهدتها بعض عواصم الشرق الأوسط.
كما أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يتولى وزارة الخارجية كلف مردخاي بمهام خاصة في المنطقة، منها الأزمة التي نشبت مع الأردن عقب مقتل مواطنين أردنيين بنيران حارس السفارة الصهيونية بعمان، كما كلفه بمهام في الساحات الفلسطينية والأردنية والمصرية واللبنانية، وأماكن أخرى، ودخل بعض العواصم في الشرق الأوسط متنكرا كمواطن فرنسي، يجري مباحثات مع مسئولين عرب في قضايا تخص التكنولوجيا والاقتصاد والصناعة، مكلفا باسم رئيس الحكومة الصهيونية.