كيف تواجه المقاومة سياسات “إيزنكوت” ؟!
المجد – خاص
منذ وصول الجنيرال "غادي إيزنكوت" إلى رئاسة هيئة الأركان في الجيش الصهيوني، أعلن عن سياساته العسكرية ضد مهددات الأمن الصهيوني، أي ضد فصائل المقاومة في غزة ولبنان.
السياسات في جلّها تمحورت حول رفع جهوزية الجيش الصهيوني من خلال التدريبات على خوض حرب عصابات ضد منظمات أيدولوجية، وتطوير وسائل التكنولوجيا العسكرية لدى الجيش.
ولتنفيذ السياسات، اهتم "إيزنكوت" بتوفير موازنة كبيرة للجيش، بالإضافة إلى إعلان خطواته في أي حرب مقبلة، إذ أنها ستقوم على (3) ركائز أساسية:
1. قيام الجيش بمهاجمة الأهداف القيّمة وذات البعد الاستراتيجي للمقاومة.
2. "تهجير" المدنيين من خلال إطلاق الجيش تحذيراته لهم بمغادرة المنطقة بسبب نشاط عسكري.
3. كثافة النيران التي من شأنها تدمير أهداف محددة لدى الجيش.
إن النقاط السابقة تشكّل ملخصاً لركائز "إيزنكوت" لتنفيذ سياساته العسكرية، لكن ومن خلال رصد سلوك المقاومة خلال الحروب السابقة، فإنها قادرة على إفشال هذه السياسات، فلو أخذنا حرب 2014 كنموذج وبنينا عليها قراءتنا تجاه سياسات "ايزنكوت" فيمكن الوصول إلى النتائج التالية:
1. إن قيام الجيش الصهيوني بضرب الأهداف القيّمة والاستراتيجية لدى المقاومة، يجعل المقاومة تقوم بضرب أهداف استراتيجية داخل الكيان الصهيوني، وهو ما حدث فعلاً في حرب 2014، إذ أدخلت المقاومة كثيراً من المدن المحتلة في دائرة الاستهداف، ما جعلها عرضة للتهديد .. وبهذا يمكن القول أن المقاومة قد ضربت الركيزة الأولى لسياسة "إيزنكوت".
2. إن قيام الجيش الصهيوني بتحذير المدنيين الفلسطينيين قابلته المقاومة خلال حرب 2014 بتحذير المدنيين الصهاينة من قصفها لمدينة "تل أبيب" عند الساعة (9:00) مساءً في اليوم الخامس من الحرب، كذلك تهديدها لمستوطني غلاف غزة بمنع التجول، وبهذا يمكن القول أن الركيزة الثانية قد ضربتها المقاومة.
3. أما عن كثافة النيران فقد استعمل الجيش نيراناً كثيفة خلال حربه في عام 2014، إذ أن شهادات أحد الجنود في الجيش قال فيها إن أوامر صدرت بإطلاق قذيفة صوب كل نافذة في حي الشجاعية بعد أسر الجندي "شاؤول أرون"، هذه الركيزة "كثافة النيران" أيضاً أبطلتها المقاومة خلال حرب 2014، حيث أمطرت مستوطنات غلاف غزة بمئات من قذائف الهاون رداً على اغتيال (3) من قادتها في رفح.
إن الركائز الثلاثة التي تقوم عليها سياسات "إيزنكوت" قد ضربتها المقاومة حتى قبل وصول هذا المجرم إلى رئاسة الأركان الصهيونية، لكن ثمة معضلات أخرى تواجه سياسات "إيزنكوت" أيضاً وتتمثل في:
1. غموض السلوك العسكري للمقاومة في غزة ولبنان، إذ أن المقاومة ستفاجئ "إيزنكوت" بتكتيكات جديدة تشكل له صدمة ومفاجأة.
2. معضلة دخول الخصم "المقاومة" إلى داخل العمق الصهيوني، كما حدث في عمليات المقاومة خلف خطوط العدو لأول مرة في تاريخ الصراع، هذه المعضلة سوف تتسبب بفقدان الجيش الصهيوني السيطرة على الميدان، الأمر الذي يطيل أمد المواجهة وينهك الجيش أكثر وأكثر.
3. معضلة "مسيرة العودة" حيث تسببت المسيرة باستنفار وحدات من الجيش على حدود غزة، وأوقفت هذه المسيرات تدريبات الجيش الصهيوني، والتي تشكّل (50%) من سياسة إيزنكوت.
إن ما سبق تقديمه من شرح وتفصيل حول مواجهة المقاومة لسياسات رئيس هيئة الأركان "إيزنكوت"، توضّح مدى المأزق الصهيوني، وتقدم تعليلاً لموقف العدو من عدم دخوله في حرب جديدة على قطاع غزة أو جنوب لبنان.