باراك ورئيس الاركان الاسرائيلي الي واشنطن لبحث الرد علي ايران
هآرتس : دولة عربية لمحت لاسرائيل أنها لن تعارض هجوما ضد طهران
باراك ورئيس الاركان الاسرائيلي الي واشنطن لبحث الرد علي ايران
القدس العربي
قالت مصادر اسرائيلية دبلوماسية الجمعة ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس هيئة اركان الجيش اللفتنانت جنرال غابي اشكينازي سيزوران واشنطن بشكل منفصل هذا الشهر لاجراء محادثات تتعلق ببرنامج ايران النووي.
وقالت ان باراك الذي قام بآخر زيارة لواشنطن في تشرين الاول (اكتوبر) سيتوجه يوم الاثنين القادم الي العاصمة الامريكية لاجراء ثلاثة ايام من المحادثات مع كبار مسؤولي ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش بمن فيهم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع روبرت غيتس.
وقالت المصادر الدبلوماسية ان اشكينازي كان من المقرر بشكل مبدئي ان يقوم باول زيارة عمل له الي واشنطن يوم 25 تموز (يوليو). ولم يكن لديها مزيد من التفاصيل بشان زيارة اشكينازي.
وقال مصدر دبلوماسي اسرائيلي هذه الزيارات امر روتيني نظرا لعلاقة التحالف بيننا لكن ايران بالطبع ستتصدر جدول الاعمال .
وشهدت الاشهر الاخيرة سلسلة من الاتصالات رفيعة المستوي بين اسرائيل والولايات المتحدة التي تتهم ايران بمحاولة تطوير اسلحة نووية. وتنفي طهران الاتهام.
واثارت المحادثات تكهنات في انحاء العالم بان الحليفين يعتزمان توجيه ضربة عسكرية اجهاضية رغم قولهما انهما يؤيدان عقوبات مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة التي تهدف الي حرمان الايرانيين من تكنولوجيا ذرية لها امكانات في مجال التسلح.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوي الجمعة، إن مسؤولين من دولة عربية، لم يُفصح عن اسمها، لمحوا خلال محادثاتهم مع مسؤولين في الدولة العبرية انهم لا يعارضون قيام إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن هذا الكشف جاء بعد أن هدد وزير الأمن ايهود باراك إيران الخميس بقوله إن إسرائيل هي أقوي دولة ولا تخشي توجيه ضربة لطهران، وانها أثبتت في الماضي أنها لا تخاف القيام بعمليات عسكرية في حال شعورها بأن التهديد يحدق بها.
وقال المراسل السياسي للصحيفة إن ممثلي الدولة العربية المذكورة أبلغوا المسؤولين الإسرائيليين، ان العديد من الدول العربية قلقة جدا من السياسة الإيرانية في ما يتعلق بالبرنامج النووي، وزادوا أن قسما من الدول العربية تخشي أن يؤدي صعود نجم إيران في المنطقة إلي انشقاق حاد بين السنة والشيعة في العالم العربي، وهذا القلق وفق المصادر عينها، يتنامي جدا في الدول التي تسكنها الأقليات الشيعية.
ولفتت المصادر أيضا إلي أن هناك خلافا جوهريا وتاريخيا بين دول الخليج وعلي رأسها السعودية، وإيران. وأشارت الصحيفة إلي أن إيران هددت في الأسبوعين الأخيرين بإغلاق مضيق هرمز بين عُمان وإيران في حال تعرضها لهجوم عسكري، الأمر الذي يعني ارتفاعا حادا جدا في أسعار النفط في العالم لأن ناقلات النفط من دول الخليج إلي العالم تمر عبر مضيق هرمز.
من ناحيتها أعلنت أمريكا أنها لن تسمح بإغلاق مضيق هرمز، وتابعت المصادر عينها قائلة أن الولايات المتحدة أنهت في الأيام الأخيرة تدريبات عسكرية لحماية مضيق هرمز وناقلات النفط، وشاركت في التدريبات أيضا بريطانيا، مملكة البحرين ودول عربية أخري.
وشددت المصادر الإسرائيلية في حديثها علي أن التصريحات الحربجية الإيرانية الأخيرة أثارت حكومات الدول الخليجية وأدخلتها في حالة من القلق الشديد، مشيرة إلي أن هذه الدول معنية بحماية أمريكية من التهديد الإيراني. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوي في تل أبيب قوله إن إيران تقوم بالتهديد الآن وهي حتي هذه اللحظة لم تحصل علي القنبلة النووية، وتساءل ماذا سيحدث عندما تصل إيران إلي القنبلة النووية!
وزادت المصادر الإسرائيلية قائلة إن حكومة ايهود اولمرت تتابع عن كثب الحملة الدبلوماسية الإيرانية لإقناع الدول الأوروبية بعدم الموافقة علي فرض العقوبات الجديدة علي طهران، مشيرة إلي أن إيران تستغل الدستور الأوروبي الذي يقضي بأن قرارات من هذا القبيل يجب أن تتخذ بموافقة جميع الدول الأعضاء، والتي من المقرر أن تجتمع في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
وأكدت المصادر أنه في إطار الحملة الدبلوماسية التي تقودها طهران لثني الدول الأوروبية عن اتخاذ قرار العقوبات الجديدة توجهت إلي ايرلندا والنمسا وإلي دول أوروبية أخري، وهددتها أنه في حال تصويتها إلي جانب قرار العقوبات، فإن إيران ستقوم بإلغاء صفقات تجارية موقعة مع العديد من الدول الأوروبية، والتي تصل قيمتها إلي عشرات مليارات الدولارات. مع ذلك، أكدت هآرتس نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوي في الدولة العبرية قولهم إن الدول الأوروبية أبلغت الحكومة الإسرائيلية أنها لا تخشي التهديدات الإيرانية وأنها ستصوت إلي جانب القرار الجديد بفرض عقوبات سياسية واقتصادية علي الجمهورية الإسلامية في إيران.