ماذا لو وقعتِ ضحية ابتزاز؟
المجد
على خلفية السيدة التي انتحرت، بعد وقوعها ضحية ابتزاز لأحد المجرمين.
حيث صورها المجرم بشكل غير أخلاقي وأجبرها على دفع أموال طائلة، إلى درجة أنها لم تعد قادرة على تدبر الأموال، فتوجهت لأهلها وحاولوا مساومته لكنه رفع مطالبه المالية، فكانت النهاية انتحارها.
الكثيرون يتكلمون عن وسائل الوقاية حتى لا تقع الفتاة أو الشاب ضحية للابتزاز، وهذا هو الأصل فالوقاية خير من العلاج.
لكن سأتطرق لما بعد الوقوع في فخ الابتزاز لسببين:
الأول: في لحظة ضعف شيطانية يقع الكثير من الناس، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ومهمتنا مساعدتهم على العودة للطريق الصحيح، لا تركهم فريسة للذئاب البشرية.
الثاني: بعض أشكال الابتزاز لا تكون بسبب خطأ ارتكبه الضحية، مثل من يساومهم الاحتلال على منحهم التصاريح للعلاج مقابل العمالة.
وفي أحد الحالات التي أعرفها تمت مساومة طالب في احدى الدول الأروبية (التي تدعي حماية حقوق الإنسان) على التعاون مع مخابرات هذه الدولة أو سحب الإقامة منه وحرمانه من إكمال الدراسة بعد أن قطع شوطًا طويلًا.
بغض النظر عن الجهة التي تقوم بابتزازك: مخابرات أو مجرمون بدوافع مالية، وبغض النظر عن طبيعة الابتزاز: أخلاقية أو حاجة مادية أو سجنك لفترة طويلة، فالتعامل يجب أن يكون واحدًا: لا تعالج الخطأ بخطأ أكبر منه.
فإن كانت ورطتك بصور غير أخلاقية فلا تتورط بما هو أكبر من ذلك.
لا تصدق أن المبتز سيتوقف عن ابتزازك في حال حققت مطالبه، دائمًا سيطلب المزيد، لا يوجد أي مبتز في الدنيا توقف عن الابتزاز ما دامت الضحية تحقق ما يريد، لو كان لدى المبتز ذرة أخلاق لما لجأ للابتزاز في الأصل.
المبتز سيتوقف عندما يقطع الأمل من الضحية، ويدرك أن الضحية لن تتجاوب معه.
قد يفضحك المبتز ولا قد لا يفضحك، وفي غالبية الحالات لا يقوم المبتز بفضح الضحية، لأن ذلك سيضره هو أيضًا، وأتكلم هنا عن المبتز سواء كان جهاز مخابرات أو شخص.
توجه إلى شخص ثقة (قريب أو صديق) وأخبره ما حصل معك، لتعرف كيف تتصرف بعيدًا عن الاستجابة لمطالب المبتز.
وتذكر أن الفضيحة ستمر وتنتهي في أيام، وهنالك مثل شعبي يقول "زوج ابنك لبنتك والفضيحة 3 أيام" بمعنى أن أكبر فضيحة سينساها الناس بعد أيام قليلة، لكن الابتزاز لن ينتهي إلا بانتهائك أنت (جسديًا أو نفسيًا أو كليهما).
ومن متابعتي فالأشخاص الذين يتم فضحهم (خصوصًا القضايا الأخلاقية) فأغلب الناس يتعاطفون معهم، بل وتجدهم يخلقون لهم الأعذار مثل القول بأن الصور مدبلجة وغير ذلك، لذا لا تسمح للمبتز أن يوهمك أن عدم الاستجابة له سيدمرك، هذه جزء من الحرب النفسية التي يمارسها معك.
وأخيرًا كلمة للأشخاص الذين يتوجه إليهم شخص وقع ضحية للابتزاز:
أولًا: لا تقرعه ولا تلومه واستمع جيدًا له، خاصة إن كان يبدو عليه الندم والخوف، وشجعه وأرفع معنوياته، فالمهم هو إخراجه من ورطته، وبالتأكيد فقد تعلم الدرس وإن كان بحاجة لإرشاد فأجل ذلك إلى أن تهدأ الأمور.
ثانيًا: إن كان يخفي عنك معلومات خوفًا وخجلًا، فلا بأس فهذا متوقع وطبيعي، مثل أن تزعم الفتاة أن الصور مدبلجة بينما هي حقيقية، كما يقولون بالعامية "ما تدقش"، فأنت مهمتك الدفاع عن الضحية وإخراجها من ورطتها وليس محاسبتها وجلدها.
الكاتب ياسين عز الدين