بسبب المقاومة .. الاحتلال يلجأ لتطبيق الأمن السلبي
المجد – خاص
ربما يبدو العنوان غريباً بعض الشيء، ما معنى الأمن السلبي؟ ولماذا لجأ الاحتلال له؟ وكيف تسببت المقاومة بهذه النقلة القاصمة للاحتلال الصهيوني؟
يقسّم الخبراء مفهوم الأمن إلى قسمين: الأمن الإيجابي، والذي يعني تقدم الدولة أو الجماعة في إحراز أهداف وغايات متطورة تجعل من الدولة أو الجماعة تتمتع بقوة كبيرة وتحقق التنمية في مجالات عدّة.
أما الأمن السلبي، فيعني عدم مقدرة الدولة على السير قدماً في تحقيق الأهداف والغايات، وتركّز كل طاقاتها وإمكاناتها في الدفاع عن مواطنيها، وحينها تكون في أضعف الحالات.
الكيان الصهيوني اليوم يسخّر كل الإمكانات لديه، ويستعين بإمكانات وخبرات الدول الصديقة له من أجل توفير الحماية لمستوطنيه فقط، وذلك منذ سنوات، حيث فرضت المقاومة في غزة قواعد جديدة في الصراع، تتلخص في أن الاحتلال بات يستقبل ضربات مؤلمة أجبرته على إعادة الحسابات في التعامل مع غزة.
المقاومة وعبر جولات متتالية من التصعيد أو العمليات العسكرية، وضعت الاحتلال في مربع الدفاع بعد أن عربد لسنوات طويلة في مربع الهجوم، وأسقط هيبة دول قوية خلال جولات قصيرة من القتال.
إذ أن الاحتلال اليوم بات متقوقعاً يبحث عن إجراءات تحميه من قوة المقاومة الآخذة بالتطور يوماً بعد آخر، إنه اليوم يلجأ لنظريات الأمن السلبي في الوقت الذي يعترف أن قدراته وقوة ردعه قد تآكلت في إشارة إلى أنه قد فقد الأمن الإيجابي، لكن كيف دفعت المقاومة بالاحتلال للجوء إلى تطبيق إجراءات الأمن السلبي؟
دفعت المقاومة بالاحتلال إلى مربع الأمن السلبي من خلال عدة نقلات نوعية أنجزتها المقاومة ضد الاحتلال في السنوات الأخيرة، ومن أبرزها:
1. الجولات العسكرية/ حيث أبدعت المقاومة خلال هذه الجولات في تسديد ضربات موجعة للاحتلال من خلال سلسلة مفاجآت أربكت حسابات الاحتلال وساعدت في تآكل قوة الردع لديه
2. حرب العقول والأدمغة/ كذلك فقد أشغلت المقاومة الاحتلال في ميدان جديد، ميدان الاختراق والتكنولوجيا، وحققت إنجازات كبيرة، تتمثل في الحصول على معلومات حساسة، وقد عرضت المقاومة جزءاً يسيراً مما حصلت عليه بعد عدوان 2014، وهذه النقلة النوعية للمقاومة شكّلت صدمة للاحتلال.
3. التصدي داخلياً للعملاء/ دأبت المقاومة على تحصين الجبهة الداخلية وقطع أذرع الاحتلال المندسة داخل صفوف أبناء شعبنا، الأمر الذي عطّل استراتيجيات الاحتلال في تكوين أهداف جديدة في مواجهته للمقاومة، وهذا الجهد ما زال مستمراً والمقاومة للعملاء بالمرصاد
لكن الاحتلال لم يفعّل أي إجراء لحماية عملائه الذين وقعوا في قبضة المقاومة، فهو قد حصّل الفائدة من ورائهم وتخلّى عنهم، وقد بدأ الاحتلال يبحث عما يسد العجز الناتج عن تفكيك المقاومة لشبكة العملاء، فهو يريد في النهاية حماية نفسه أمام جهود المقاومة التي حصرته في الزاوية.
إن ما سبق ذكره من إجراءات المقاومة ضد الاحتلال تسببت في تآكل قوة الردع الصهيونية، وهناك شواهد على هذا التآكل، فقد تعرض رئيس حكومة العدو نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان لهجوم لاذع من الأحزاب الصهيونية والإعلام، بالإضافة إلى ذلك فإن ليبرمان بات لا يستطيع تحقيق تقدم في الميدان أمام المقاومة، فقد كشفت جولات التصعيد الأخيرة فشل القبة الحديدية في التصدي لصواريخ قصيرة المدى، وكذلك كشفت عجز الكابينيت عن اتخاد قرار بالحرب ضد غزة، وكذلك فشل الجيش في التصدي لمسيرات العودة التي دخلت أسبوعها الــ (25).