عاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية 3
تابع اعرف عدوك ..عاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية (أمان)
صفحة (3)
4- حماس:
• قال يدلين إنه منذ “فك الارتباط” من قطاع غزة، وبالتأكيد بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، فإنها تحاول تأسيس جيش. وهي تمر بعملية تغيير مماثلة لتلك التي تحصل لدى حزب الله، أي التحول من “منظمة إرهابية” إلى منظمة نصف عسكرية مع فرق وألوية وكتائب. وتحاول حماس إدخال “قدرات إرهابية بمميزات يتصف بها جيش له قدرات هجومية موضعية، وقدرات إطلاق معينة، وخاصة القدرة على مواجهة عملية برية هجومية صهيونية”، وذلك بدافع خلق ميزان ردع مقابل دولته. وبحسبه فإن ميزان الردع هذا يعتمد على القدرة على إطلاق النار باتجاه سكان المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، ولاحقا إلى مناطق أبعد، وهو نموذج مشابه لحزب الله، إلا أن حماس لا تزال بعيدة عن أن تكون حزب الله، على حد تعبيره.
• وعن القدرة الصاروخية لحركة حماس، قال إن حماس تمكنت من تطويرها من صواريخ بدائية يصل مداها إلى كيلومترات معدودة إلى صواريخ يصل مداها إلى 9-13 كيلومترا. وتعمل حماس على محاولة تهريب صواريخ بمواصفات عالية إلى قطاع غزة، وهي كاتيوشا بقطر 122 ميللمترا، ويصل مداها إلى 20 كيلومترا. وبحسبه فإن حماس لن تكتف بذلك، فهي تريد الحصول على صواريخ ذات مدى أبعد من ذلك. وذكر في هذا السياق أن حزب الله تمكن من تطوير صواريخ من هذا الطراز يصل مداها إلى 40 كيلومترا، ما يعني أنه في حال عدم معالجة هذه المسألة فإن حماس سوف تدخل مدناً صهيونية أخرى في مرمى صورايخها. وأضاف أنه في العام 2010 سوف يصل مدى هذه الصواريخ إلى كل بلدة تبعد 40 كيلومترا عن غزة، مثل أشدود وكريات غات وبئر السبع.
• وردا على سؤال بشأن تعايش الكيان الصهيوني مع هذا الوضع، قال إن السؤال ليس استخباريا وإنما سياسيا. ومن الناحية الاستخبارية فإن هذا الوضع الحالي يجب ألا يستمر لمدة طويلة. ومن الممكن معالجته عن طريق معالجة قدرات من يطلق النار أو معالجة أهدافه. وقال إنه من الممكن معالجة الأهداف عن طريق التسوية أو الردع بجعل حماس تدرك أنها ستدفع ثمنا كبيرا جدا.
• وعن إمكانية التوصل إلى سلام مع حماس، قال يدلين إنه يجب التمييز بين 3 مصطلحات؛ السلام والهدنة والتهدئة. فالسلام مع دولته غير قائم في مصطلحات حماس. فحماس كانت قادرة على إزالة الحصار لو كانت على استعداد للحديث عن السلام وعن الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولكنها لم تفعل. وعندما تكون حماس تحت الضغط العسكري توافق على ما تسميه “هدنة”، وهي وقف لإطلاق النار وتطالب حماس مقابلها أكثر مما طلب عرفات مقابل اتفاق سلام مع دولته . حماس تعطي أقل بكثير من عرفات وتطالب بأكثر بكثير مما طالب به؛ العودة إلى حدود 67 حتى الشبر الأخير، وعودة القدس وعودة اللاجئين. ويضيف في هذا السياق أن الهدنة مع حماس تبدو غير ممكنة طالما بقيت هذه الشروط. أما التهدئة فهي “مصطلح أضعف معناه الهدوء. حماس تريد التهدئة، وهي تعرف أن الوضع في غزة صعب سياسيا واقتصاديا وشعبيا. ولذلك تبحت عن تهدئة. وحتى الجمهور في غزة يطلب ذلك. ويفترض أن تزيل التهدئة التوتر الذي تعيشه حماس بين كونها منظمة إرهابية، وبين كونها حكومة مسؤولة عن المواطنين ومعنية بالبقاء في السلطة”.
• وعن إمكانية أن تستغل التهدئة لمواصلة حماس تعزيز قوتها وتعريض الكيان الصهيوني للخطر مستقبلا، قال يدلين إنه إذا لم يكن وقف تهريب الأسلحة جزءا من التهدئة، وإذا تواصل إنتاج الأسلحة في غزة، فإن حماس ستواصل تعزيز قوتها خلال التهدئة.
• وردا على سؤال إذا ما كانت التهدئة تحل مشكلة أم تخلق مشكلة، قال إن التهدئة بحسب الاتفاق بين رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان وبين حماس ربما تحل مشكلة الإرهاب من غزة على المدى القصير، إلا أنه على المدى البعيد فهي لا توفر الرد على تواصل التهريب وتعاظم قوة حماس. كما أنه من الصعب فصلها عن إطلاق سراح الجندي الأسير غلعاد شاليط.
• وقال يدلين إن الهدف الاستراتيجي البعيد المدى لحماس هو أن تختفي دولة الكيان الصهيوني، وأن تكون الدولة الفلسطينية التي ستقوم مكانها دولة شريعة إسلامية. إلا أنه يوجد لحماس أهداف آنية مثل تثبيت سلطتها في غزة، وفك الحصار، والسيطرة على الخطاب السياسي الفلسطيني، وخلق ردع مقابل دولة الكيان الصهيوني، ومواصلة الحرب ضدها. وأضاف أن “حقيقة كون منظمة إرهابية حكومة أيضا يجعل الحالة في قطاع غزة خاصة ومهمة. والحاجة إلى المحاسبة وتحمل المسؤولية في صراع عنيف مع التوجه الجهادي. غزة هي الحالة الثانية في التاريخ، بعد السودان، والتي تسيطر فيها حركة الإخوان المسلمين على دولة عربية. وعملية إثبات أن دولة كهذه ممكنة تعتبر هدفا استراتيجيا مهما جدا لحماس”.
التوصل إلى اتفاق تسوية بين الكيان الصهيوني وعباس:
• وعن أبعاد عدم التوصل إلى اتفاق، قال يدلين إن السؤال هو كيف سيعرض عدم النجاح. وإذا كان ذلك يعني أن المطلوب هو وقت إضافي، لسياق آخر ولبلورة أفكار جديدة، فإن الوضع سيكون أسهل. أما إذا حصلت مواجهات حادة وتبادل تهم، فإن قيادة السلطة الفلسطينية سوف تضعف جدا، لدرجة ترك كبار المسؤولين للسلطة.
• وردا على سؤال إذا ما كان أبو مازن سيغادر الأراضي الفلسطينية في حال فشل “أنابولس”، قال يدلين إنه لا يستثني هذه الإمكانية.
• وعن إمكانية اندلاع انتفاضة ثالثة، قال إن الاحتمالات منخفضة، إلا أن المعسكر الفلسطيني المؤيد للتسوية سوف يضعف ومن الممكن أن تختفي القيادة الحالية. ومن الممكن أن تحصل عملية تفكك في الجهاز الفلسطيني وفوضى، وثم سيطرة حماس، وهي أمور ليست جيدة للكيان الصهيوني.
• وعن إمكانية التوصل إلى اتفاق ومدى الدعم الشعبي الفلسطيني له، قال إنه “في حال نظر الفلسطينيون إلى الاتفاق كعادل ومنصف فمن الممكن أن يتمكن أبو مازن من المصادقة عليه في استفتاء عام. وفي المقابل فإن القدرة على تطبيق الاتفاق ستكون ضعيفة. فوضع السلطة ووضع أجهزتها الأمنية يصعب عليها السيطرة على عناصر الإرهاب، ويؤدي إلى عدم قدرتها على تطبيق التسوية في المستقبل المنظور. أبو مازن يريد تسوية، ولكن يجب أن نشير إلى أن أبومازن لا يبذل ما فيه الكفاية لبناء بنية تحتية لدولة، بالإضافة إلى إعداد الفلسطينيين للسلام”.
خامسا: نماذج ميدانية لآثار عمل يدلين الاستخباري
1- (أمان) بعد حرب لبنان الثانية:
• احتمالات دخول الكيان الصهيوني في مواجهة مسلحة مع حزب الله من جهة وإيران من جهة أخرى وازدياد هذا الاعتقاد بعد صدور تقرير لجنة “فينوغراد”، الذي أوصى بضرورة تلافي القصور داخل المؤسسة الأمنية وفي مقدمتها الجيش بكافة أذرعه في ظل ما اعتراه من إخفاقات خلال حرب لبنان الثانية، غير أن الجنرال “يدلين” لم ينتظر توصيات “فينوغراد”، وعكف على إجراء تعديلات عدة بين صفوف جهازه الأمني بالغ الحساسية، خاصة وان المراقبين في الكيان الصهيوني القوا عليه مسئولية الفشل في إمداد الصفوف الأمامية للجيش الصهيوني بالمعلومات اللازمة، التي تتحرك بموجبها نحو أهدافها القتالية،كما أضحت مسئولية الجهاز وقائده أكثر عنتاً وتعقيداً بعد عملية اغتيال القائد العسكري في حزب الله “عماد مغنية” في العاصمة السورية دمشق، وتلويح الحزب وإيران بالرد العسكري على تلك العملية، نظراً للاعتقاد السائد بوقوف أجهزة الاستخبارات الصهيونية ورائها.
• في محاولة لإعادة قدرات الاستخبارات العسكرية الصهيونية إلى سابق مستواها، دخل الجنرال “يدلين” في سباق ماراثوني مع كافة الأجهزة الاستخباراتية على مستوى العالم، لتستحوذ تقديراته والمعلومات التي يتم تسريبها من مكتبه في هذا الصدد، على اهتمام المراقبين، وتجعل الجميع على قناعة بأن العقل الذي يدير هذا الجهاز استوعب أخطاء الماضي بات على بما يدور حوله، ولن يسمح لأي جهة بأن تفعل ما فعله حزب الله في الجيش الصهيوني ، على مسرح أحداث حرب يونيو 2006.
2- الترويج لمعلومات استخباراتية مثيرة:
• منذ اليوم الأول لاغتيال عماد مغنية القيادي البارز في حزب الله، قاد عاموس يدلين حرباً كلامية لمواجهة موجة الاستنكار والشجب، التي انطلقت من العاصمة طهران على خلفية عملية الاغتيال، ودأب على الترويج لمعلومات مثيرة تتعلق بتأهب إيران للدخول في مواجهة مسلحة مع الدولة العبرية، كما سعت آلة الإعلام العبرية لترسيخ تقديرات “يدلين”، واعتبرتها حقيقة دامغة لا تقبل التأويل، الأمر الذي فسرته الدوائر المعتدلة في تل أبيب باعتزام حكومة “كاديما” تمهيد الأرض أمام عملية عسكرية قد تقوم بها آلة دولة الكيان الصهيوني ضد إيران، خاصة بعد تخلي الإدارة الأميركية عن الخيار العسكري في التعامل مع الملف النووي الإيراني، انطلاقاً من تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـ “CIA“، الذي جزم بتخلي إيران عن برامجها النووية منذ عام 2003.
• على الرغم من منطقية التحليلات التي كشفت مساعي صقور تل أبيب، إلا أن الجنرال “عاموس يدلين” غض الطرف عنها، ومضى في حملته الشعواء ضد إيران، بل انه ذهب إلى ابعد من ذلك عندما عقد اجتماعاً تنسيقياً سرياً مع رئيس الموساد مائير داغان لتبادل المعلومات والتقديرات حول العمل العسكري المحتمل مع إيران، وبحسب معلومات عبرية سربتها دوائر أمنية في تل أبيب، ونشرها موقع “دبكا” الاستخباراتي على شبكة الانترنت رأى الجنرال “يدلين” خلال الاجتماع أن رد طهران وحزب الله على عملية اغتيال “عماد مغنية” سيكون في الثاني والعشرين، أو الثالث والعشرين من شهر آذار/مارس 2008، وعزز “يدلين” تقديراته بالإشارة إلى أن إستراتيجية حزب الله في الرد على عمليات التصفية من هذا النوع لا تكون ارتجالية، وإنما يسبقها فترة تأبينية لا تقل عن أربعين يوماً، بعدها يبدأ الحزب في إخراج ما في جعبته العسكرية للانتقام.
• تقديرات يدلين لم تقف عند هذا الحد، بل تم ترجمتها داخل المجلس الوزاري للشئون السياسية والأمنية إلى قرارات فورية دار مضمونها العام حول ضرورة حشد كافة الجهود السياسية والعسكرية استعداداً لساعة الصفر التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الخروج إلى ارض الواقع، إلى جانب هذه القرارات أوصى يدلين قيادة الجيش، ممثلة في وزير الدفاع إيهود باراك بإعادة النظر في قدرات الجيش الصهيوني القتالية، وتزويده بمنظومات قادرة على حمل رؤوس نووية، ولعل ذلك كان الباعث الرئيسي لزيارة رئيس الوزراء إيهود أولمرت لكل من ألمانيا واليابان، حيث اتفق مع الأولى على تزويد سلاح البحرية الصهيوني بثلاث غواصات من طراز “دولفين”، القادرة على حمل رؤوس نووية ليصبح لدى الكيان الصهيوني ستة غواصات من هذا النوع، فضلاً عن محاولة أولمرت خلال الزيارة ذاتها ونظيرتها اليابانية الحصول على تأييد طوكيو وبرلين في القيام بعملية عسكرية استباقية ضد إيران على خلفية معلومات يدلين التي حملها أولمرت معه خلال الزيارتين.
• لم يكن مستغرباً أن يتابع الجنرال “يدلين” ما يجري من تحقيقات حول اغتيال “عماد مغنية”، خاصة وأنه منذ بروز تلك القضية فإنه توقّع أن تكون هي حجر الزاوية في التطورات الأمنية التي قد تشهدها المنطقة خلال الفترة القليلة التي ستليها، وبحسب معلومات استخباراتية والتي روج لها عاموس يدلين أن حرصت إيران على القيام بدور قيادي في التحقيقات الخاصة بعملية الاغتيال، وادعت المعلومات العبرية أن اللجنة تضم الجنرال “قاسم سليمان”قائد كتائب القدس في الحرس الثوري الإيراني، وهي الكتائب التي تعتبرها الدوائر الأمنية الصهيونية الجناح التنفيذي للعمليات الإيرانية المسلحة، كما ضمت اللجنة أيضاً كل من الأدميرال الإيراني “سردار فادفي”، والجنرال “مرتضى رضاي”، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، ونوهت المعلومات العبرية إلى أن لجنة التحقيقات الإيرانية تمارس عمليات التحقيق بجانب لجنة التحقيقات السورية برئاسة الجنرال “باسم عبد المجيد” نائب وزير الدفاع السوري، وهي اللجنة المكلفة من قبل الرئيس بشار الأسد بكشف ملابسات حادث اغتيال مغنية بأقصى سرعة ممكنة.