عاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية 4
تابع اعرف عدوك ..عاموس يدلين رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيونية (أمان)
صفحة (4)
3- منظومات تجسس استعداداً للمواجهة:
• توصيات “عاموس يدلين” الخاصة بتدعيم الجيش الصهيوني بمنظومات حربية متطورة استعداداً للحرب المرتقبة لاقت أرضاً خصبة لدى الأوساط العسكرية الصهيونية ، فإلى جانب الصفقة التي تمخضت عنها زيارة أولمرت لألمانيا، كشفت تقارير عبرية النقاب عن حصول دولة الكيان الصهيوني على منظومة استخباراتية جديدة، من المقرر أن تدخل الخدمة في سلاح الجو الصهيوني قريباً، وعلى الرغم من أن التقرير لم يشر إلى الجهة التي حصلت منها تل أبيب على المنظومة المتطورة، إلا انه اعتبرها قفزة استخباراتية جديدة تمكّن دولته من التعامل مع التحديات الجديدة.
• بحسب المعلومات العبرية التي وصفتها دوائر في تل أبيب بأنها بالغة السرية، فإن المنظومة الجديدة عبارة عن طائرة تجسس متقدمة من طراز “عيتام” Eitam، وبوصولها يصبح لسلاح الجو الصهيوني ثلاث طائرات من هذا النوع، وتحمل الطائرة المتطورة منظومات رادارية متقدمة، وأجهزة اليكترونية نشطة من طراز ESM، فضلاً عن أجهزة اتصالات تمكن الطائرة من المشاركة والقيام بعمليات قتالية اليكترونية AEW&C، تضيف إلى ذراع الاستخبارات والحرب الالكترونية في سلاح الجو الصهيوني زخماً يمكّنه من القيام بعمليات رصد معلوماتية في أعماق الجبهات المعادية ولمسافة تتجاوز مئات الكيلومترات.
• على الرغم من تواجد الكيان الصهيوني وسط العديد من الجبهات العربية، إلا أن التقارير العبرية التي تحدثت عن المنظومة الجديدة، خصت إيران عند الإشارة إلى الأراضي، التي من الممكن أن تعمل الطائرة في أعماقها دون الخروج من المجال الجوي الصهيوني ، مما يؤكد تعامل دولة الكيان الصهيوني مع تقديرات “عاموس يدلين” بجدية بالغة، ونقل التقرير عن دوائر عسكرية في سلاح الجو الصهيوني قولها :” إن تقديرات الجنرال “يدلين” كان لها بالغ الأثر في تعامل الكيان الصهيوني مع المواجهة المسلحة المرتقبة سواء مع إيران أو حزب الله، على أنها حقيقة لا تقبل الشك أو التأويل، ولعل طائرة “عيتام” الاستخباراتية وقدراتها المتطورة أبرز دليل على ذلك.
• وكان “يدلين” في مقدمة الدوائر الاستخباراتية التي أوصت بضم هذه الطائرة إلى سلاح الجو الصهيوني ، حيث انه بمقدورها التحليق في الجو لمدة عشر ساعات كاملة دون الهبوط، كما أنها تمتلك القدرة على التزود بالوقود دون الحاجة إلى التوقف عن أداء مهامها، وستقوم من خلال عملياتها بإطالة ذراع كافة أسلحة الجيش سواء في ميدان القتال التقليدي، أو في الحرب الالكترونية، بالإضافة إلى عمليات جمع المعلومات وتزويد سلاح الجو والجيش بها، ولعل ذلك هو ما كان الجيش يفتقر إليه خلال حرب لبنان الثانية.
• وتحمل الطائرة منظومة رادارية من طراز “فالكون”، تقوم بإنتاجها هيئة الصناعات الجوية، ومصانع “ألتا” الصهيونية IAI/ELTA PHALCON airborne early warning system، كما أن منظومات الطائرة الاستخباراتية قادرة على الارتباط بالأقمار العسكرية الصهيونية ، بما في ذلك القمر العسكري المتطور “تكسار” Tecsar، الذي أطلقته دولة الكيان الصهيوني في نهاية تشرين الثاني الماضي من الهند، والتنسيق مع هذه الأقمار ومع الغواصات الصهيونية من طراز “دولفين” في رصد أدق التفاصيل التي تدور على ارض الجهات المعادية، وتستطيع المنظومات التي تم تزويد الطائرة الجديدة بها العمل في ظل وجود المجسات وأجهزة الاستشعار عن بعد المنتشرة في المنطقة، كما أن هذه الطائرة تختلف عن الطراز القديم من طائرات التجسس E-2C، التي تخدم في سلاح الجو الصهيوني منذ نهاية الثمانينيات.
التحـــــليل
• تلعب شعبة الاستخبارات العسكرية دورا كبيرا في عملية اتخاذ القرارات السياسية الأمنية في الكيان الصهيوني, فإن تحدثنا في التقرير السابق عن النفوذ الطاغي للشاباك وبالتالي رئيسه ديسكين في التأثير على دائرة صنع القرار الصهيوني خاصة بما يتعلق بالشأن الفلسطيني, فإن ل(أمان) ورئيسه يدلين تأثيرا موازيا وهاما خاصة فيما يتعلق بالشأن الخارجي, ولعل ذلك يؤكد أن دولة الكيان الصهيوني دولة المخابرات بامتياز هذا من جهة, ومن جهة أخري يفسر التنافس الشديد بين الأجهزة الأمنية الصهيونية ورؤسائها, ولعل هذا التنافس يدفع كلا منهم للتركيز على ملف معين واحتكار المعلومات الخاصة به وبالتالي الاحتفاظ بقدرة تقدير الموقف وبالتالي التأثير اتخاذ القرار بالنسبة له, على سبيل المثال عاموس يدلين وملف إيران النووي, وديسكين وملف تنامي قوة حماس في غزة.
• من الملاحظ أنه تم تعيين يدلين الطيار الأول في منصب رئاسة الاستخبارات العسكرية, المعين من قبل حالوتس الطيار الأول في رئاسة الأركان, وفي نفس الفترة تم تكليف قائد سلاح الجو أليعيزر شكيدي المنتهية ولايته قبل شهر كقائد معركة على الجبهة الخارجية للكيان الصهيوني, فإن ذلك وبعيدا عن البعد الشخصي (طاقم المزرعة سابقا المحيط بشارون), يدل على أن النظرية الأمنية الصهيوني اعتبرت أن التهديد الأول لأمنها ذا بعد استراتيجي وبالأخص إيران وبرنامجها النووي, فكان الاعتماد الأول على سلاح الطيران في كل شيئ, ولعل حرب لبنان الأخيرة يبين مدى الصدمة والفشل الذي منيت به هذه النظرية مما دفع المؤسسة الأمنية خاصة رئاسة الأركان الآن بالقيام بالتصحيح عن طريق تقوية بقية اذرع الجيش وبالتحديد الذراع البرية, ولكن ذلك لم يكن على حساب النظرة لسلاح الجو فكان الهدف الرئيسي لزيارة أولمرت الأخيرة إلى واشنطن, هو شراء سلة بضائع عسكرية،تشمل بشكل خاص المقاتلة المتملصة من الرادار «أف-35» والسعي للتفاوض على شراء طائرات «اف ـ 22» المتوافرة حاليا والتي يحظر الكونغرس تصديرها إلى خارج أميركا.
• بما يخص يدلين شخصيا, ومنذ حرب لبنان 2006 بدأت موجة التنحيات في صفوف كبار الضباط في الجيش الصهيوني بدءا من قائد الجبهة الشمالية آنذاك أودي آدم وانتهاءا برئيس الأركان دان حالوتس بعد صدور تقرير لجنة فينوغراد, ولكن يدلين المشترك في القرار الأساسي والمسؤولية عن مجريات ونتائج الحرب بقي في مكانه وحتى لم يوجه له انتقادا مباشرا في تقرير فينوغراد الأمر الذي أزعج أشكنازي وجعله يهدد بالاستقالة, وإن لم يوجد تفسيرا واضحا لذلك إلا أنه قد يشير إلى ثبات وقوة مكانة رؤساء الأجهزة الأمنية في الكيان الصهيوني ومن الصعب الإطاحة بهم في ظروف كتلك(فشل في حرب) لأن ذلك سيهز من صورة المؤسسة الأمنية المهترئة أصلا من مجريات المعركة مما يجعل ذلك تهديدا إضافيا لأمن الكيان الصهيوني.
•من تقديرات يدلين بأن حرب قادمة في المستقبل سواء هذا العام أم بعده, فإن الكيان الصهيوني في الفترة القادمة وتحت قيادة أي حكومة وحتى في ظل توقيع أي اتفاقية للسلام سيعيش في حالة استعداد للحرب القادمة.
• ومن تقديرات يدلين إذا كانت إيران هي الخطر الأكبر على وجود الكيان الصهيوني , فإن حماس هي الخطر الأقرب, وبالتالي فإن ذلك يعزز بأن أي تهدئة لن تصمد طويلا , فمجرد حرب الاستنزاف من وجهة النظر الأمنية الصهيونية وإن لم تحقق ردع فعّال فهي أيضا تعيق من تقدم وتطور القوة لدى حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية.
المراجع:
1- موقع فلسطين المسلمة.
2- موقع موسوعة ويكيبيديا الحرة.
3- موقع موسوعة زهلول الحرة.
4- موقع الشبكة الإخبارية العربية.
5- المواقع الإخبارية العربية والفلسطينية المختلفة.